الأربعاء 27 نوفمبر 2024

فيروز

انت في الصفحة 33 من 102 صفحات

موقع أيام نيوز


يا حبيبتي
تقدمت منه فيروز بطفولية و هي تزم شفتيها قائلة 
مبارك علي النتيجة و لا علي الخطوبة عشان انا زعلانة منك جدا
ضحك اكرم و هو يفرد يديه اليها حتي ركضت اليه ل يحتضنها والدها يقبل قمة رأسها و هو يقول 
مبارك علي الاتنين يا حبيبتي انا كنت واثق في ربنا انك هتنجحي و هتبقي احلي دكتورة في الدنيا

قضمت شفتيها السفلية باحراج و هي تبتعد عن والدها قائلة 
احم طب و الشغل يا بابا
قرص اكرم وجنتها مداعبا اياها بمرح و هو يقول 
بكرا ان شاء الله هنروح المستشفى اللي قولتلك عليها
انصرف والدها حين لمعت عينها بفرحة عارمة و دق قلبها بسعادة و أخيرا قد يكون سوف تصبح طبيبة كما تمنياه هما عند تلك النقطة غامت عينها الي الازرق الداكن ثم رفعت رأسها بشموخ و هي تثبت ل نفسها انها اصبحت ما تريد هي فقط هي من اجتهدت هي من سهرت الليالي هي من نجحت لا هو هي من حققت لا هو هي من نالت من تمنت لا هو كلمة هو لم تعد موجودة بحياتها سوا ل زوجها المستقبلي احمد و انه لا يستحق منها الا كل الاحترام و الحب و لا يستحق اي شئ يزعجوا منها خلعت حجابها الذي اخنقها بعد تلك الافكار و دلفت الي غرفتها مغلقة الباب خلفها و استندت علي الباب متنهدة بقوة و هي تغمض عينيها تهمس ل نفسها بهدوء 
احمد كويس يا فيروز ميستحقش منك انك تفكري في غيره
تقدمت من خزانة ملابسها تخرج منها ملابس منزلية خفيفة علي جسدها المرهق اثر المجهود التي بذلته فترة التحضير ل خطبتها الا ان انقباضة قلبها لا تنزاح عنها بل تشعر باغلال تقيد قلبها و تعتصره بقوة شرعت في تبديل ملابسها و هي تزفر بقوة قائلة 
استرها يارب
خرجت من سيارة الاجرة نحو البناية التي تقتن بها ما ان دلفت حتي وجدت من قطع عليها طريق عبورها واقفا امامها نظرت اليه بضيق من غيره سيفعل جاءت ل تعبر من جوار ل يقف امامها مرة اخري تأففت و هي تنظر
اليه ل يتحدث بهدوء قائلا 
جاية منين دلوقتي
دحرجت بؤبؤت عينها بملل و هي تصيح به 
ملكش دعوة خليك في خطيبتك
ابعدته عنها و تخطته ذاهبة من امامه الا انه اسرع يقفز من جوارها ل يصبح امامها بلحظة شهقت بتفاجأة ل يتحدث هو مرة اخري قائلا 
اسف
عقدت ذراعيها أمام صدرها و هي تنظر اليه بصمت ل يتحدث هو مرة اخري قائلا 
ما قولت اسف بقي خلاص كنت بضايقك لما رميتي عليا الماية
ازاحته بيدها و هي تقول بحدة 
ابعد لو سمحت
امسك بيدها قبل ان تبعدها ل يبقل باطن كفها قبل ان تسحبها سريعا من يده ل تسمع يتحدث قائلا 
ابعد و لو سمحت زينة انا عارف انك زعلانة اني قولتلك كدا او يمكن غيرانة بس انا بصالحك اهو
صكت علي اسنانها و هي تتحدث بغيظ 
انا لا زعلانة من حد و لا غيرانة علي حد اعمل اللي انت عايزه انا مليش دعوة بيك
اكملت طريقها نحو الاعلي ل يتنهد هو قائلا 
طب علي فكرة انا بحبك و عمري ما هحب غيرك و علي فكرة كمان محدش يلمي مكانه في قلبي زيك
ابتسمت باتساع و هي لازالت تواليه ظهرها و من ثم اكملت صعودها الي الاعلي و هي تكاد تقفز من الارض من شدة فرحتها بحديثه و قد تناسي هو انه كان من يقاطعها و لا يتحدث اليها
باقرب مشفي ل منزل السيد اكرم كان يقف شريف مع شقيقه اياد يتحدثون في حالة شهاب و الذي حدث له فجأة كان شريف يعلم انه ليس شئ مفاجاة حدث ذلك من اثر فقدانه ل تلك صاحبة العيون الفيروزية و لكنه تحدث بهدوء قائلا 
مفيش حاجة يا اياد الدكتور طمني هو ضغطه عالي بس و هيبقي كويس
تحدث اياد بضيق من شعوره ان شقيقه يعامله أنه لازال طفل صغير 
انا مش صغير يا شريف و عايز اعرف اية اللي حصل ل شهاب و لية اغمي عليه كدا فجأة و اساسا كان عندهم خطوبة
تنهد شريف و هو يتحدث قائلا 
شوية ارهاق و اديك قولت كان عندهم خطوبة و كان في مجهود عليه و كدا يعني
نظر اياد اليه بعدم تصديق و هو يعقد ذراعيه امام صدره و هو يقول 
ماشي يا شريف متقولش بس انا هعرف اية اللي حصل لاخويا
دفعه شريف نحو الغرفة و هو يتحدث بضيق 
طب تعالي نشوفه زمانه فاق
دلفوا الي الداخل وقف اياد بجانب شقيقه يربت علي كتفه و هو يقول 
شهاب انت فايق
آن شهاب بتعب شديد و كأنه دهس اسفل عجلات قطار جسده مفكك
 

32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 102 صفحات