الأربعاء 27 نوفمبر 2024

فيروز

انت في الصفحة 36 من 102 صفحات

موقع أيام نيوز


اتقلبت بيه ٣ مرات و عامل عمليتين و من ساعتها و هو في غيبوبة
ادلت شيماء بالتفاصيل ل تنظر فيروز نحو الغرفة و من ثم نحو شيماء و هي تقول بتنهدة 
ربنا يشفي كل مريض يارب
ذهبت فيروز الي قسم الاسنان ل تبدأ عملها بنشاط تزيح عن رأسها تفكيرها ب لما اخذت قدميها الي تلك الغرفة بالتحديد لما العناية المشددة و من بداخلها هي حتي لا تعلم من يكون او اي شئ عنه هزت رأسها بنفي تنفض افكارها المستمرة بصړاخ داخل عقلها و توجهت ل بدأ عملها و التركيز به فقط

خرج شهاب من غرفة العمليات يرفع يديه قليلا الي الاعلي بعد ان اغرقها بالمعقمات الطبية و توجه نحو غرفته خالعا زيه الطبي و يرتدي ملابسه ل يجلس علي المقعد التابع لمكتبه تنهد بتعب و هو يريح ظهره الي الخلف تمتم بالحمد لله عز و جل فقط نجحت العملية رغم ارهاقه تلك الايام و عدم توازنه لاحت ابتسامة طفيفة علي شفتيه و هو يستمع الي صوتها الذي يطن باذنه دون مبرر و بشكل متتابع مبهج ل قلبه المحطم و روحه المهلكة صوتها و صوت ضحكتها و كأنها تهمس باذنه الآن 
مش قولتلك انك هتنجح فكر فيا دايما هتنجح يا شهاب
زادت ابتسامته اتساعا و هو يرد عليها بنبرة اكثر سعادة و كأنها بالفعل جواره و كأنها بالفعل تهمس له الآن و كأنها تشجعه و تزيد من حماسه 
خليكي دايما جنبي و انا هنجح يا عيون الفيروز
الټفت الي الجهة اليسري مبتسما و لكن تلاشت ابتسامته رويدا رويدا و هو يجد الغرفة خالية الا منه كل هذا و كان يتهئ له فقط انها جواره و انها تحدثه انطفأت روحه و عاد الحزن يخيم علي ملامح وجهه الرجولية الصلبة قضب حاجبيه بحدة و عاد الي ذاته و هو يغمض عينه بقوة و يلتفت الي الامام من جديد اخرج هاتفه علي غرفة الدردشة الخاصة بهما راجع كل كلمة بينهما حتي وجد رسالة صوتية منها فتحها و وضع الهاتف علي اذنه حتي يكون صوتها بداخل روحه قبل اذنه استمع الي صوتها الضاحك قائلة 
فاكر لما قعدت تعاكس و انا مش عايزة ارد لحد ما زهقت منك كان في ايدي شنطة في الشوز بتاعي الجديد رميتها فيك و جريت
انتهت الرسالة الصوتية و بدأ هو بالقهقهة بصوت عالي و ذات بحة مميزة لديه كرر الرسالة عدة مرات و بكل مرة يضحك بذات الطريقة نظر إلي الهاتف يفتح احد الرسائل الاخري ل يستمع الي صوتها الباكي هذه المرة و هي تتحدث قائلة 
مش هعرف انام و انت زعلان مني عشان خاطري يا شهاب متزعلش مني رد عليا و ريحني بقي
استند علي الهاتف بجبهته و هو يغمض عينه پألم هذه هي فتاته الصغيرة حبيبته الرقيقة كانت تبكي لاسباب لا تذكر بينهم فماذا حدث لكي صغيرتي بعد ما فعلته بكي ضغطت جبهته علي رسالة اخري دون ان ينتبه و هذه المرة كان الألم يمزقه الي اشلاء صوتها السعيد الذي يشدو باذنه و فرحتها العارمة الظاهرة بنبرتها قائلة 
خلاص وعد مش هنزعل من بعض تاني ابدا روحي كانت بتروح مني لما مردتش عليا اياك بعد كدا متردش عليا يا شهاب اياك افتكرت انك هتبعد عني و دي اكتر حاجة كانت هتوجعني يا شهاب
ابعد الهاتف عنه ينظر إليه مطولا حتي اغلقت شاشته الابتعاد فقط كان سيؤلمها اذا ماذا عن ما حل بها ماذا عن زواجه من شقيقتها ماذا عن علمها بحمل ياسمين ماذا عن خذلانها و ألمها الآن بالفعل هو تألم عند خطبتها بالفعل لم يتحمل و لكن مهما كان من شعر او سيشعر به لن يكون بمثابة واحد في المائة من ما شعرت هي به من شعورها بالصدمة من ما فعله يعلم انها تحتقره الآن و لكن هو لازال يعشقها و لن تكون بحياته انثي من بعدها حين شرد بتفكيره بزواجها كان يريد ان يدفن تحت سابع ارض قبل ان يري ذلك اليوم فماذا عنها و عن ما
عانته صړخ متأوها بقوة و كأنه زئير من ليث جريح ليس بيده حيلة و هو يلقي الهاتف من يده بقوة علي سطح المكتب اعاد ظهره الي الخلف و هو يتنفس بقوة حد اللهاث واضعا يده علي صدره و هو يشعر بالاختناق ل يهب واقفا عن المقعد يدور حول نفسه بالغرفة و هو يجذب خصلات شعره هو لا يتحمل كيف هي تتحمل لاحت الي ذاكرته مشهدها امام احمد و هو يضع بيدها تلك الحلقة الذهبية التي تسمي رابط زواج هز رأسه نافيا يرفض الاستسلام ل تلك الفكرة و هو يهمس مقتنعا 
انا مش اناني يا فيروز انا موجوع موجوع اوي و حاسس بوجعك لو
 

35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 102 صفحات