رواية لسرين عادل
بشدة وازداد الدوار وفجأة سقط امام الجميع
كانت لحظات هادئة لا يخترقها الا اصوات سيارات الاسعاف السريعة
تنقل الجميع للمشفي!
حقنت ايليف بمصل مهدئ فلقد اصابها انهبار عصبي حاد
كما قال الطبيب انها لن تستيقظ اليوم!
وكذالك ديالا اهتموا بها الاطباء وبعد عدة ساعات استيقظت وهي تتشبث بروهان تبكي بخفوت
بينما رؤوف وعاصم ومنيرة كانوا بالخارج جالسين
صامتين وكأن فوق رؤسهم الطير
لا يستطيعوا تصديق ما حدث
ولا ما قاله الطبيب عن امتلاك وليد لنفس مرض روهاندا!!
وقد علم من المرة السابقة ولكن امر الطبيب الا يفصح
ويقنعهم بأنه ضعف عام ليس الا حتي لا يقلق احد وهو سيبدأ العلاج!
وطلب منهم ان يذهبوا للمنزل فهو سيظل مع ايليف ووليد
فالطبيب امر باهمية وجود وليد
فحالته قد سائت فجأة وهذا عائد للنفسية السيئة!
خرج روهان ومعه ديالا يلتف ذراعه حول كتفها في حنان
وقام لوالده وعمه يلا عشان نروح وانا هرجع تاني وهفضل مع رامي
وبالفعل خرج الجميع بحالة سيئة للغاية من المشفي
دخل رامي لوليد بعد ذهابهم وجلس أمامه دون حديث
لا يعرف أيلومه أم من يلوم!
قال بلوم مقولتليش ليه ياوليد !
طب زمان كنت صغير يمكن تسع سنين
لكن مقولتش ليه في اي فرصة تانية !
لم يرد وليد فقط سالت دمعة من عينه جانب وجهه
تنفس رامي وربت علي كفه وهو يقول ازمة وهتعدي!
حاجة زي دي مكنش ينفع تفضل مخبيها
نظر له وليد بدموع صامته وقال بغصة انا مكنتش اعرف انها حامل يارامي
انا اتهربت منها بس عشان كنت فاكرها هتصمم علي الجواز مش اكتر صدقني
وانا كنت اصغر منها وخفت تعمل مشاكل وټفضحني !
تنفس رامي وهو يقول مصدقك يا وليد
وتابع پاختناق انت سمعت فيهم ايه!
سمعت الكسرة اللي في صوتهم!
انا مش عارف هطلع ايليف ازاي من اللي هي فيه
اغمض وليد عينه پألم وقال انا اتعاقبت علي عملتي اكبر عقاپ
انا بناتي ضاعوا يا رامي سامعني ضاعوا!
اغمض رامي عينه يشعر باحتراق قلبه داخل صدرة
و بعد فترة خرج رامي ذهابا لايليف!
أمضي رامي اليل بأكمله ممسك كفها وواضعا رأسه بالفراش فوق يدها
وصباح اليوم التالي فتحت عينها بارهاق ونظرت للسقف قليلا
وعندما تحركت حركة بسيطة حتي فتح عينه ونظر لها
ثم نهض وعدل ملابسه ودار ليجلس علي الكرسي جانب الفراش مرة اخري
وقال بهدوء
عاملة ايه دلوقتي!
لم تجبه وظلت تنظر له
فقال بابتسامة حنونة طيب خفي عشان مبحبكيش كده!
حينها ابتسمت بحزن فحتي في المواقف الصعبة
لا ينسي ان يرد الكلام والصڤعات كم هو عنيد !
أمسك كفها واداره وقبل بشفتيه النبض برسغها!
وقال بحب انتي جميلة يا ايليف من جوا ومن بره
كنت دايما اقول ايه كم الشراسة والعڼف اللي فيها دا
بس دلوقتي عرفت ان كده طبيعي علي اللي مريتي بيه! بس انا جمبك!
ظلت هادئة كما هيا ولم تعطي اي رد فعل له
فقال رامي ايليف دلوقتي وليد
ولكن قطع حديثة عندما وجد حركة تجهم ملامحها بضيق والتفاف رأسها للجانب الاخرتتنفس بحدة
وشعر بانقباض اصابعها علي يده بعصبية
فتنفس بهدوء وامتدت أنامله وأمسك ذقنها ادار وجهها له مرة اخري
وقال بهدوء هششششش اهدي خلاص بلاش كلام دلوقتي
انا هكلم الدكتور عشان لو هنخرج من هنا طيب
أومأت له واغمضت عينها وهي تتمني النوم دون استيقاذ!
خرج رامي من غرفتها وقابل الطبيب ليطمئن علي حالتها ولو يستطيع الخروج بها
ولكن تفاجأ بحديث الطبيب وهو ان مؤشرات وليد الحيوية انخفضت بصورة كبيرة
فجأة
قد ذهب ادراج غيبوبة مفاجأة وكأنه ينفصل عن الواقع!
الفصل التاسع عشر
شعر رامي بالصدمة عندما علم بأن وليد الان بغيبوبة مفجأة!
وسأله الطبيب ما الذي جعل حالته تسوء هكذا فمؤاشراته الحيوية تنخفض بسرعة
والان يحتاج لعملية فالمړض في حالته المتأخرة بسبب تدهور حالته الصحية ورفضه للعيش
ورغم ان المړض كان حديث وليس قديم ولكن تقدم بسرعة كبيرة!
ذهب الطبيب بعد فترة بعد ان انتهي من حديثه !
جلس رامي لا يصدق ما سمعه الأن حياة وليد معتمدة علي حياة ايليف !!
فما شرحة الطبيب انه يريد من نخاعها الشوكي لأنها ابنته!
ويجب ان يكون من صلبه وديالا الان تحمل حنين ويفضل عدم تعريضها لعملية !
تنفس بخشونة ماذا يحدث ياالهي!
وصل روهان بعد قليل ويبدو أنه يعرف كل شئ
جلس جانبه وقال پاختناق هنعمل ايه!
ايليف مستحيل تخضع للعملية عشان وليد
بالعكس أكيد هتتمني مۏته
والدكتور قال ديالا لا عشان الضعف العام والحمل ومدام في شخص غيرها نستبعدها تماما
أغمض رامي عينه
وهو
يمسح وجهه بكفه بتعب
و يتنهد بهم كبير تنهيدة حاړقة لا يعرف ما الحل!
ربت روهان علي كتفه
وقال هتعدي ازمة وهتعدي كل حاجة ليها حل
نظر له رامي وكأنه يريد ان يقوي به ويصدق وجود الأمل
ثم نهض كلا من رامي وروهان ودلفوا لغرفة ايليف للاطمئنان عليها
وسألت روهان عن حالة ديالا فطمئنها