اوتار الفؤاد أوس للكاتبة منال سالم
اللي عمل فيها كده ونحاسبه وكلام المدام هيفيدنا نوصل ليهم في أسرع وقت
رد عليه عدي بضيق
تمام بس لما حالتها ووضعها الصحي يسمح بده الأول
أومأ الضابط برأسه في تفهم تصنع الابتسام وهو يقول بسخافة
أكيد ألف سلامة عليها وعموما احنا أخدنا أقوال الآنسة جايدا اللي كانت معاها وقبل ما نيجي سألنا الدكتور ومكانش عنده أي مانع نستجوبها
اعترض عليه بإصرار
مش دلوقتي لما نفسيتها تبقى أحسن وهي مش هتهرب منك
وجد الضابط عنادا رافضا من زوجها للتعاون معه وربما قد يتطور الأمر مع استمراره للضغط عليه لشيء غير مضمون تبادل نظرة غامضة مع الضابط الآخر المرافق له ثم هز رأسه في إيماءة صغيرة وأردف قائلا
تقوس فمه مرددا بامتعاض
شكرا
هنعدي ده كله يا ليوو اطمني!
صدمة أخرى موجعة تلقاها شوشت ذهنه ووترت الأجواء أكثر من حوله ناهيك عن قلقه الممتزج بخوفه عليها انتقل أوس سريعا إلى المشفى ومعه زوجته للاطمئنان على شقيقته الصغرى بعد أن عرف بذلك الحاډث المأساوي الذي تعرضت له وكانت ضحېة اعتداء ۏحشي لبعض الغرباء ممن تربصوا بها كانت ليان غائبة عن الوعي بفعل المهدئات حينما جلست تقى بجوار فراشها أمسكت الأخيرة بالمصحف الشريف لتقرأ بعض الآيات القرآنية لها في حين بقي أوس بالخارج ليتحدث مع عدي الذي كان على حافة الاڼهيار واساه صديقه قائلا بلهجته الجادة
أخرج زفيرا مهموما من صدره وهو يرد
أها.. مظبوط
حاول أوس التخفيف
من صدمة خسارته فشد من أزره هاتفا
والحمل سهل يحصل تاني متقلقش معظم البنات بيحصل معاهم كده في الأول يعني مش أنا اللي هاقولك إنت أكيد عارف ده
نكس عدي رأسه بيأس قبل أن يرد مقتضبا
أكيد
سأله من جديد مستفهما وقد ضاقت حدقتاه
ومقالتلكش مين عمل فيها كده
أجابه نافيا
لأ
فرك أوس طرف ذقنه بحركة ثابتة وقد انشغل عقله بالتفكير مليا فيما أصابها تركزت نظراته على رفيقه متمتما وكأنه يفكر بصوت مسموع
الموضوع مش راكب على بعضه الحكاية فيها إن وحاسس إنها مقصودة!
وأنا معاك في ده مش مرتاح للي حصلها
احنا لازم نشوف .....
قطع أوس حديثه المسترسل مع زوج أخته عندما رأى جايدا قادمة في اتجاههما استدار عدي لينظر إليها بتفحص فقد كانت هي الأخرى بصحبة زوجته وتعرضت لبعض الإصابات الجسدية لكنها لم تكن في خطۏرة رفيقتها التي تأذت بشدة سألها باهتمام بعد أن اعتذر لها
سوري يا جايدا اتلبخنا مع ليان ومسألتش عنك إنتي أحسن دلوقتي
هزت رأسها بالإيجاب
أه تمام المهم ليوو هي عاملة إيه دلوقتي
أجابها بضيق
الدكاترة طمنونا بس إنتي شوفتي اتعمل فيها إيه
تابعت جايدا موضحة بنبرة شبه منفعلة
مع كلماتها المٹيرة تلك أرغم أوس عينيه على التركيز معها ليسألها مقاطعا وهو يشير بكف يده
ثواني كده فهميني بالراحة وواحدة واحدة حصل إيه
التفتت نحوه لتجيبه
ما أنا حكيت كل حاجة للظابط
صاح بها بلهجته الصارمة ووجهه يشع حنقا بائنا
لا معلش أنا غيرهم وعاوز اسمع كل اللي حصل بالتفصيل
ارتبكت من صرامته الطاغية وردت محركة رأسها بتوتر
اوكي هحاول افتكر
عمد عدي إلى استمالة قلبها واسترقاقه نحو رفيقتها كي تتعاون معهما فأضاف بصوته الرخيم
جايدا اللي راقدة جوا دي بين الحياة والمۏت صاحبتك الأنتيم ده طبعا غير إننا خسرنا ابننا اللي جاي وده مش سهل علينا
ضغطت على شفتيها هامسة بأسف
أنا مقدرة ده
عقب عليه أوس بلهجته الشديدة
يعني من الآخر لازم تفتكري كل حاجة حتى لو كانت صغيرة عشان تساعدينا نوصل للي عمل فيكو ده وناخد حقها وحقك منه تمام
ردت عليه دون أن تفكر مرتين
حاضر
أبلغها الجيران ممن رأوا ابنتها بالمشفى المتواضع وعرفوا هويتها بوجودها هناك فهرعت مڤزوعة لتعرف ما الذي أصابها لحقت بها بكريتها لتتفاجأ هي الأخرى بالفاجعة التي حلت بها لطمت أم بطة على صدرها ووجنتيها وهي تولول بحسرة كبيرة رجتها ابنتها بضيق
كفاية يامه
رفعت والدتها رأسها لتنظر لها بحدقتين تعكسين حنقا عظيما
مش قولتلك ياختي ده اللي كنت خاېفة منه وأهوو حصل منسي مش واد أي كلام عشان يفوت حقه كده أدي بنتي راحت في الرجلين
ردت عليها بطة بامتعاض
اصبري بس أما الضاكتور يطلع ويقولنا مالها
مصمصت شفتيها معقبة
هايكون إيه غير نصيبة جديدة استرها معانا يا رب ده احنا ولايا ولوحدنا!
رفعت بطة عينيها إلى السماء لتهمس بتضرع
عديها على خير يا رب
لم تجد والدتها مقعدا شاغرا لتجلس عليه فافترشت بجسدها إحدى الزوايا مراقبة حركة الأطباء والممرضين ثم واصلت نواحها
يا حسرة قلبي على الغلب اللي بقينا فيه لا بنلحق نفرح ولا نرتاح كان مستخبيلنا ده فين
اغتاظت ابنتها من حنقها فوبختها بحذر
إنتي هتقدري البلاء قبل وقوعه يامه
زجرتها بعصبية
ماتسيبني أفك عن نفسي ولا عاوزاني أطق أموت بحسرتي
ضغطت على شفتيها لتقول بتبرم
بس مش كده!
ضړبت أم بطة على فخذيها بعد أن وضعت حافظة نقودها القديمة في حجرها