اوتار الفؤاد أوس للكاتبة منال سالم
لتضيف بولولة
وده مين اللي هايفكر بعد كده يدق بابنا يطلب إيد أختك يا نصيبتي سمعتنا راحت واللي كان كان
ضجرت بطة من سخطها ونقمتها على ما صار بأختها الصغرى بالإضافة إلى استنكارها لتفكيرها المحدود والمنحصر في تزويجها فقط خرجت عن شعورها لترد مهاجمة بشراسة
هو في إيه لكل ده نصيبها هايجيلها لما ربنا يأذن وبعدين هي كانت غلطت في إيه يعني ده بدل ما نشوف هنعمل إيه مع البلطجي ابن الحړام اللي كان مستقصدها أل وكان عاوز يتجوزها بركة يا جامع إن ده محصلش خليها تشوف مستقبلها وتكمل علامها و....
نظرت لها شزرا قبل أن تنهرها
ردت بعدم اكتراث
مش كله في مصلحتها
علمت أمها أنها لن تصل معها إلى شيء فلكزتها بقسۏة في جانبها صائحة بها بعصبية
قومي اسألي حد من الممرضات ولا الدكاترة هنا عنها بدل ما إنتي بټسممي بدني بكلامك ده
زمت شفتيها لترد بتأفف
ماشي يامه
سارت ببطء متأملة أوجه الممرضات لتبحث بينهن عمن تتوسم فيها خيرا لتساعدها رأت إحداهن تقف بجوار باب الطوارئ فتحمست للذهاب إليها والحديث معها هتفت صائحة وهي تلوح بذراعها
يا أبلة لو سمحتي
رمقتها الممرضة بنظرة مزعوجة من ذلك اللقب الذي منحته لها ردت عليها على مضض بعد زفير مطول ومسموع أشار لنفاذ صبرها
تجاهلت بطة امتعاضها الظاهر على تعبيرات وجهها لتسألها
ولاد الحلال قالولنا إن أختي شافوها هنا وسألت برا قالولي إنها في الطوارئ متعرفيش إن كانت طلعت ولا لأ
أجابتها بوجه
عابس
أنا جاية من هناك مافيش حالات جوا شوفيها في عنبر 3 اللي في الدور الأول حالات الستات بنوديها فيه
حدجتها بطة بنظرة جافة معلقة عليها
تشكري
عادت إلى والدتها وهي تغمغم بكلمات متبرمة سألتها الأخيرة مستفهمة وقد تركزت عيناها الغاضبتان عليها
ها عرفتي هي فين
ردت مشيرة بيدها للأعلى
الممرضة قالت أشوفها فوق
لوحت لها والدتها هاتفة بصيغة آمرة
طب اسنديني خليني أعرف أقوم
هناك يامه
اقتربت الاثنتان من الباب المتسع وقبل أن تلجا للداخل استوقفتها إحدى الممرضات متسائلة برسمية بحتة
إنتو جايين هنا لمين
أجابتها بطة بسلاسة
أختى هالة سألنا تحت عنها قالولنا إنها موجودة هنا
في كتير جوا شكلها إيه ولا كانت لابسة إيه
هتفت موضحة
هي كانت راجعة من المدرسة الثانوي بتاعتها و...
أشارت بيدها مقاطعة ببساطة وكأن ما تلقيه على مسامعهما أمر هين
خلاص عرفتها دي اللي جتلنا في حاډثة مياه الڼار هتلاقيها تاني سرير على إيدك الشمال
تبادلت بطة نظرات جمعت بين الصدمة والفزع مع والدتها التي صعقټ هي الأخرى من كلمات الممرضة كتمت شهقتها المتحسرة قبل أن تنفلت منها في حين لطمت أمها على صدغها وقد توقعت حدوث الأسوأ
أصوات مزعجة متداخلة مختلطة بسعال متحشرج ومتكرر ضاعفت من ذلك الصداع المؤلم برأسها تأوهت هالة بأنين خاڤتة شبه مسموعة وهي تحاول تحريك جسدها المتيبس فتحت جفنيها ببطء حذر ثم عاودت غلقهما سريعا بسبب قوة الإضاءة رمشت بعينيها لعدة مرات حتى تعتاد حدقتيها عليه أزعجتها الضوضاء القريبة منها فالتفتت نحوها لتجد إحدى النساء تصرخ بعصبية لم تفهم أين هي وماذا تفعل هنا لكنها كانت متأكدة أنها ليست بالمنزل أو بمفردها ارتفع الثخب من جديد فتشنج وجهها أدارت رأسها للجانب الآخر لتجد شابة ترتدي زيا أبيض اللون تغرز حقنة ما في ذلك السائل المتدلي من الحامل المجاور لفراشها المتواضع بحاجبين معقودين ظلت محدقة بها لبعض الوقت حتى استدارت الممرضة نحوها رسمت ابتسامة سخيفة مصطنعة على ثغرها لتقول مرحبة بعدها بروتينية معتادة
حمدلله على سلامتك
تفقدتها بشكل صوري متابعة حديثها
عشر دقايق والدكتور هيجي يشوفك
شعرت هالة بوخزات حادة في كفيها مما أجبرها على رفعهما للأعلى قليلا لتنظر إلى الشاش المغلف لهما تعقدت ملامحها وحدقت بشرود في الفراغ محاولة تذكر ما حدث لها أو ما الذي أصاب يديها تدريجيا بدأ عقلها في استيعاب الأمر إنه القميء منسي تربص بها واعترض طريقها عن عمد وفي لحظة مباغتة ألقى نحوها بمادة ما كادت تصيب وجهها وألهبت جلدها لا إراديا تلمست بأطراف أناملها المرتجفة وجهها لتتأكد من كونه بخير فقط قطعة متوسطة من الشاش الطبي تغطي الجزء السفلي من عنقها وفتحة صدرها غفلت عنها وركزت حواسها مع ما تتلمسه تنفست الصعداء مرددة لنفسها
الحمدلله
أحست بتسارع خفقات قلبها وبتوتر أنفاسها ظلت تتنفس بعمق لتسيطر على الاضطراب الذي اعتراها حملقت في الممرضة متسائلة بقلق
طب أنا بأعمل إيه هنا
رمقتها بنظرة جافة بطرف عينها قبل أن تتجاهل الرد عليها وتتجه نحو مريضة