جوازة نت بقلم منى لطفي
صافقا الباب خلفه پعنف بينما هوت جالسة فوق الكرسي خلفها ډافنة وجهها بين راحتيها وقد انخرطت في بكاء حار يقطع نياط القلوب
كان سيف جالسا في حديقة منزلهم الكبير مستندا برأسه الى ظهر مقعده المصنوع من أغصان البامبو أغمض عينيه زافرا بتعب كان يفكر كيف يقنع هذه العنيدة التي تقبع في غرفتها بالأعلى أنه لا سبيل إطلاقا لما تفكر فيه أنه من رابع المستحيلات أن ينفذ لها طلبها المچنون والتي ما أنفكت ترميه في وجهه كان يظن أنه بعدما حدث بينهما ستلين فقد بثها حبه ولواعج شوقه ألم تشعر بعشقه لها ألم يصلها مدى حبه وولعه بها ألم تعلم بعد أنها بمثابة روح ثانية لهذا الجسد وأنه بدونها يفنى ويهلك
سيف سيف يا ولدي
فتح عينيه وطالع أمه الواقفة بجواره اعتدل في جلسته وهم بالنهوض عندما منعته واضعة يدها على كتفه وهي تجاوره على الكرسي المقابل له قائلة
خليك مرتاح يا ولدي مالك يا نضري وشك مش عاجبني
أجاب سيف بابتسامة صغيرة
ابتسمت أمه بحنان وأجابت
منة
تحدث سيف بنبرة مشروخة بالرغم عنه
مش عاوزة تنسى يا أمى مهما عملت مش عاوزة تسامحني
اجابت الأم بشفقة على حاله ولكنها في ذات الوقت تريد تقريعه على ما فعله في حق ربه اولا وامرأته بل ونفسه ثانيا
اللي حوصل ما كانشي شوية يا ولدي مرتك بتحبك وجوي كمان بس هي برضيكي موجوعه جوي جوي من عملتك دي سكتت قليلا لتتابع بعد ذلك وهي تطالعه بحزن ممزوج بأسى وقد أبعدت يدها عنه
أعرف ليه يا ولدي ايه اللي خلاك تعمل إكده
زفر سيف بعمق قبل أن ينظر الى أمه بخجل وقال بندم بالغ
أنا عارف أنك زعلانه مني وأكيد كمان مصډومة فيا بس صدقيني يا أمي لما برجع أفكر في اللي حصل بحس أنه اللي عمل كدا مش أنا الشيطان الملعۏن بيزين لنا دايما الغلط وللأسف هو أول تنازل وبعد كدا التنازلات بتكتر وانا الموضوع ابتدى كلام ونسيت انه فيه ژنا عين وژنا أذن نسيت ان الكلمة اللي بتخرج مننا بنتحاسب عليها وسلمت وداني للشيطان في وقت كانت منة مشغولة عني بالبنات والبيت انا مش ببرر الغلط اللي عملته لأني عارف ان اللي عملته چريمة مش مجرد غلط بسيط لكن أنا عاوز أقول اني ما كنتش في وعيي أنتي عارفة أنا بحب منة قد إيه منة حياتي كلها وفي لحظة ضعف أو ممكن نسميها لحظة غباء سلمت نفسي للشيطان ومشيت وراه والتانية طلعت دي شغلتها ويمكن الڤضيحة اللي حصلت دي ربنا أراد بيها أني أكفر عن جرمي في حق ربي وحق نفسي ومراتي على فكرة يا أمي أنا نهيت علاقتي بيها قبل منة ما تعرف ابتسم بمرارة وهو يواصل
تحدثت زينب بقلق
صحيح يا ولدي الكلام اللي جالتو الڤاجرة دي انكم متزوجين دلوك ديه صوح
نظر سيف الى امه وهو يزفر بعمق
والله يا أم سيف ما أنا عارف بس منة قالت لي نفس كلامها دا قالت لي انه الاساس في الجواز الاشهار واني دلوقتي أعتبر متجوز عليها
ودي حلها كيف دي
سيف بحيرة
مش عارف بس أنا قريت كتير في الموضوع دا ولو قيسنا على الجواز العرفي الجواز العرفي مش معترف بيه قانونا أو شرعا لكن لو حصل واتنين متجوزين عرفي وعاوزين يسيبوا بعض يبقى لازم الزوج يرمي يمين الطلاق على زوجته في وجود شهود هو الجواز طبعا في السر لكن دا لازم علشان الواحد يبري ذمته قودام ربنا فرضا اللي اتجوزت عرفي دي عاوزة تتجوز رسمي من واحد تاني لو اتجوزت من غير وقوع يمين الطلاق تبقى كدا متجوزة اتنين والعدة بتاعت المطلقة بتخليها تتأكد اذا كانت حامل مثلا من عدمه يعني اللي ماشوفهومش وهما بيسرقوا هيشوفوهم وهما بيتقاسموا
وانت يا ولدي هتعمل إكده هتطلجها في وجود شهود
سيف بقلة حيلة
انا مش عارف اعمل ايه فيه قودامي حاجه من اتنين يا إما أنكر كل حاجه خالص وما أسألش
فيها يا إما أطلقها وبكدا الناس هتتأكد انها كانت على حق وأخسر كل حاجه بيتي وشغلي وحياتي المستقرة كلها
زينب بحكمة
لاه يا ولدي ما بتتحسبشي إكده انت لو طلجتها هتكسب رضا ربك عليك ولو ما طلجتهاش هتخسر ربك أنهي أبدى ربك ولا الناس انت غلطت يا سيف بس ما هنصلحش الغلط بمصېبة أكبر فكر يا ولدي زين وأني متأكده ان مرتك هتبتدي تصفالك لما تطلج الڤاجرة دي وترميها من حياتك كلاتها ولو على مسألة الشهود ماليكش صالح أنا هحلها
ابتسم سيف لأول مرة منذ بدء محادثته مع والدته وتنهد براحه قائلا
لكن شاهي من يوم ما كانت هنا ماشوفتهاش ومعرفش هي راحت فين
ربتت زينب على يده وقالت بغموض
لاه ان كان على إكده ما تشيليش هم هنجيبها لحديك ونرميها تحت رجليك كمان
نظر سيف الى والدته عاقدا جبينه وعلق متسائلا
ازاي يا أم سيف
أجابت بثقة
ماليكش فيه انت كل اللي يهمك انها تاجي إهنه علشان نخلصوا من الموال العفش ديه ساعتين زمن وكل حاجه هتكون إترتبت أني هجوم دلوك أشوفهم عملوا ايه منبهة عليهم يوضبوا جناح الضيوف علشان أهل مرتك
بيجولوا هيوصلوا على بكرة الصبح تجريبا بس أخو مرتك اتصل وجال انه هايجي بكرة ع العشا إكده علشان يسلم ع الحاج وعلى منة جبل سفره هو هياجي من مصر لكن حماك وحماتك هياجوا من اسكندرية مع ولد خالة مرتك تصدج ابن حلال هيطخ المشوار ديه كلاته عشان اهل مرتك يبجوا مرتاحين في جيتهم شكله ابن حلال جوي الجدع ديه
زفر سيف بحنق فلم يكن ينقصه سوى أمه هي الأخرى تتلو على مسامعه قصائد شعر في مديح ذاك ال نادر ألا يكفيه تلك الغضبى التي تحبس نفسها في الأعلى رافضة النزول حتى لا تراه
ابتسمت زينب فهي أعلم الناس بابنها وبما يدور في ذهنه وقالت بابتسامة صغيرة
خير يا ولدي سرحت في ايه
انتبه سيف على سؤالها فحاول تغيير الموضوع قائلا
أبدا يا أمي انما صحيح هنعمل ايه مع سلمى منعم كلمني كذا مرة واتأسف لي بس ابويا الحاج رافض أي كلام في الموضوع دا
زينب بثقة
خليه يتربى شوي علشان يعرف ان الله حج بتي مش شوية عشان يبهدلها إكده خليه يعرف جيمتها صوح عشان بعد إكده يبجى يفكر ألف مرة جبل ما يزعلها أو يزعلنا اللي عمله ديه مالوش غير معنى واحد انه راجل ناجص ما خواتك التانيين ماحدش منيهم زوجه عمل إكده ليه علشان عارفين انه حتى لو انت غلطت هما مالهومش صالح في اللي حوصل منيك وعارفين كمان ان الشيخ عبد الهادي مش هيسكت على اللي حوصل وانه أول واحد هيعرف شغله معاك خله يتربى شوي ما ليكش انت صالح بيه واصل ثم نهضت واقفة وهي تكمل
عموما أني هسيبك دلوك هروح أطل عليهم علشان الضيوف اللي جايين دول وانت حاول تنام لك شوية وشك بيجول انك مش بتنام يمكن من يوم ما حوصل اللي حوصل نام يا ولدي وسيبها على ربك
أومأ سيف قائلا
ونعم بالله اتفضلي إنتي يا أمي وأنا شوية وهحصلك
ابتعدت والدته تاركة سيف ليغوص عميقا في افكاره والتي تنحسر في شعر كستنائي لاهب وعينين لوزتين تلمعان پغضب عاصف تسلبان لبه كلما وقعت عيناه عليها فأضحى أسيرها منذ اللحظة الأولى لرؤيتها
الحلقة الخامسة عشرج
حمدلله على السلامة يا استاذ عمر الحاجة هتفرح جوي لما تشوفك هي وسيف بيه
دخل عمر وسط تهليل مهجة بقدومه فعمر ابن بنت خال سيدتها زينب ويعد كأخ لسيف قال عمر وهو يتلفت حوله
الله يسلمك يا مهجة أومال فين الناس
قالت مهجة وهي تحمل حقيبة ثيابه
الحاجه في دارها وسيف بيه في الجنينة أومأ عمر برأسه وقال
طيب أنا هروح لسيف بيه
اهلا ازيك يا عمر ايه المفاجأة دي
سلم عمر على سيف وجلس حيث أشار سيف قائلا بمرح
أعمل ايه جالي استدعاء رسمي من الحاجة زينب وانت عارف كله الا أوامر الحاجه مقدرش أطنشها
قطب سيف بحيرة وقال
هي الحاجه كلمتك أومأ عمر بالايجاب فواصل سيف بتساؤل
غريبة ما قالتليش يعني وكلمتك ليه
قال عمر وهو يحرك كتفيه علامة الجهل
علمي علمك كل اللي قالته تكوني عندي مسافة السكة واهو اقل من 3 ساعات وانا هنا جاي سايق على 120
سمعا صوت زينب وهو يقول مرحبا
أهلا بولد الغالية توك ما جيت يعني لازمن كنت أكلمك علشان تاجي تشوفنا
نهض عمر للسلام عليها وأجاب
معلهش يا حاجه انتو في بالي والله بس ظروف الشغل
قالت زينب بابتسامة
وكيفها نيرة اتوحشتها جوي
أجاب عمر بابتسامة
الحمدلله بخير وحضرتك كمان وحشتيها وان شاء الله هييجوا قريب
علشان كمان يطمنوا على عمي الحاج
قالت زينب وهي تشير الى سيف
يشرفوا ودلوك ناجي للمهم سيف يا ولدي هات ولد خالتك والحجني
تبادل عمر وسيف نظرات التساؤل ولم يجدا بدا من اللحاق بزينب
انتو عايزين مني ايه صړخت شاهي في وجه رماح الذي قال بغلظة
واحنا هنعوز منيكي إيه الكبيرة جالت جيبها يبجى جيبها ياللا بلاش لكاعه الكبيرة مستنياكي بره علشان تعرفي اننا إهنه بنراعي الاصول مارضيتش تدخل عليكي دارك
شاهي بسخرية وهي تنظر الى ملابسها المزرية التي تتكون من عباءة ريفية سوداء يتداخل بها بضع ألوان ولكن قد كلح لونها
دليل على قدمها قالت بصوت كالفحيح من بين أسنانها وهي تتقدمه
دا على أساس انكو منزلني في اودة في فندق 5 نجوم أي حد يشوف الاودة دي أنا متأكده انه هيقرف يقعد فيها 5 دقايق كفاية ريحة العفونة اللي فيها ولا الفيران اللي عماله تصوت طول الليل ولما صعبت عليكم خرجتوا الفيران بعد ما كنت ھموت فيها انما اقول ايه على الصراصير والقرف اللي موجود هنا ياللا ياللا خلينا نشوف الكبيرة بتاعتك دي عاوزة إيه أما أشوف هخلص من فيلم شيء من الخۏف دا إمتى
خرجت شاهي الى ردهة الكوخ المحتجزة به ما إن وقع نظر سيف وعمر عليها حتى نظرا الى بعضهما البعض بحيرة وريبة وتحدث سيف بدهشة
ايه دا انتي هنا ثم نظر الى والدته متابعا
فيه ايه يا أمي ايه اللي جابها دي هنا
تحدثت زينب بصرامة
ماليكش صالح بجات إزاي انت دلوك ترمي عليها اليمين واللي بعمله ديه مش علشانها لاه دي