الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

جوازة نت بقلم منى لطفي

انت في الصفحة 43 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز


واحده عاصية ربها لكن لأن مرتك بنت الاصول ما تستاهيلش تبجى ضرتها واحده زييها 
تحدث عمر بعدم فهم
هو فيه ايه بالظبط يا حاجه من ساعة حضرتك ما كلمتيني وانا مش فاهم ايه الموضوع بالظبط 
زينب بجدية
أني كلمتك علشان تاجي عاوزاك تبجى شاهد على طلاق ولدي من بنت الفرطوس دي ثم وجهت كلامها الى سيف بأمر
ياللا يا ولدي خلصنا وما تخافش رماح وعوضين وصابر رجالتنا وخشمهم مش هيجول حاجه لحد واصل 

زينب وهي تنظر الى شاهي بينما موجهة كلامها الى سيف
خلاص يا سيف امشي انت وعمر يا ولدي دلوك وأني هحصلك 
ما ان انصرف سيف وعمر حتى نظرت شاهي الى زينب وقالت بسخرية
فيه حاجه تانية عاوزاها مني ممكن أمشي بقه وشكرا على كرم الضيافة 
صدحت ضحكة زينب الساخرة عاليا وقالت 
لاه جوام زهجتي منينا عموما ما تخافيش يا غندورة هتمشي بس لول فيه حاجه هتعمليها بعدين تمشي من غير مطرود نظرت الى رماح وقالت
رماح فهم رماح وسريعا أخرج أوراق كثيرة وقلم وتقدم الى شاهي التي تقف تتفرس فيه بريبة قالت زينب بهدوء فيما رماح يناولها القلم والأوراق
أمضي على الورجات دي الول 
تناولت شاهي الاوراق والقلم من يد رماح وهى تتساءل في دهشة وحيرة
ورق ايه دا لتشهق مذهولة فاغرة فاها وهي تفتح عينيها على وسعهما هاتفة بسخط
ايه دا عاوزاني أمضي على نفسي وصولات أمانة وشيكات انتي أكيد مش في وعيك 
صړخت بجزع عندما جذبها رماح من غرتها وقال زاجرا پغضب
لما تتحدتي مع الكبيرة تتحدتي بأدب 
انهمرت دموع الذل من عينيها وصړخت پألم وهي تحاول الافلات من قبضته الشديدة لخصلاتها قالت زينب بأسف زائف
لاه لاه يا رماح مش إكده هي برضيكي معذورة جاهلة متعرفش اللي ممكن يحصول من ورا كلامها ديه 
صړخت شاهي پعنف ومقت
آي سيب شعري يا جاهل يا متخلف انتو فاكرين نفسكم مين هي سايبة أنا هوديكو في ستين داهية 
هزت زينب رأسها بحزن مصطنع وقالت وهى تطالعها بشفقة مزيفة
وأني اللي كنت هسيبك بعد ما تمضي الاوراج دي شكل الجاعده إهنه عجبتك وعاوزة تكملي باجية حياتك في الكوخ الجميل ديه 
هتفت شاهي بجزع
لا يا حاجه الا هنا المكان هنا مخيف اووي 
زفرت زينب بيأس زائف
ما انتي مش عاوزة تهاودي وتعملي اللي بجولك عليه أجولك اختاري يا اما توجعي الاوراج دي وتطلعي على بلدكم ويا دار ما دخلك شړ يا ترفضي وتفضلي مأنسانا لغاية ما يأذن ربنا يا إما وسكتت لتهتف شاهي بيأس
يا إما ايه يا حاجه 
سارت الحاجه الى رماح القابض على خصلات شاهي بقوة وربتت على كتفه قائلة بزهو
تتزوجي راجل من عندينا وتعيشي كيفك كيف المداس اللي في رجليه صدجيني مش هتلاجي جدع زي رماح ديه ولدي أنا اللي مربياه ها جولتي ايه يا غندورة 
ارتسمت ابتسامة عريضة
على وجه رماح فظهرت أسنانه الصفراء بشكلها الغير مستوي ذعرت شاهي وصړخت
لا همضي همضي 
و وقعت بإسمها وهي في قمة الذل كانت الاوراق عبارة عن 5 شيكات و 5 وصولات أمانة كل
منها بقيمة 100 ألف من الجنيهات فيصبح المجموع مليونا من الجنيهات كي تضمن زينب ابتعاد تلك المأفونة عن طريق ابنها تماما قالت لها قبل ان تنصرف
لو جليتي عجلك الوصولات هطلعهم وهجدمهم للنيابة بس مش مرة واحده لاه وصل وصل وشيك شيك علشان كل ما تخلصي مدة تدخلي تاني بمدة تانية مش بذمتك زواجك برماح أرحم ثم نظرت الى رماح آمرة
لما الغندورة تجهز نفسها انت عارف هتعمل ايه أومأ رماح برأسه هاتفا
أوامرك يا كبيرة 
هيرجعوا لبعض ان شاء الله مافيش حاجه تعصى علي دا أني زينب والأجر على الله 
التزمت منة غرفتها معتزلة بها كان عبدالهادي دائم السؤال عنها وعلم أن عائلتها سيحضرون لزيارته فصمم على أن تشاركهم طعام العشاء وإلا فهو سيصعد بنفسه إليها ليرى ما بها ولم تستطع منة ايزاء موقف الحاج المتشدد سوى أن تنزل عند رغبته وتشاركهم طعام العشاء خاصة وأن عمر يحل ضيف على المنزل ولم تكن قد علمت بعد بتطورات الموقف بين سيف و الغندورة 
نورت المكان شوفت الدنيا نورت كيف لما جيتي يا بتي 
ابتسمت منة للحاج عبد الهادي الذي يجلس مترأس لمائدة العشاء بينما تجلس الى اليمين منه زينب والى اليسار سيف وبجواره منة بينما يجلس عمر الى يمين زينب ولم تشأ سلمى تناول الطعام معهم مفضلة تناوله بمفردها ولم تستطع منة الاعتذار عن مشاركتهم الطعام بحجة سلمى التي تفضل تناول الطعام معها فقد قرر الحاج وانتهى الأمر وكانت مفاجئتها كبيرة عندما وجدت أنها ستجاور سيف على المائدة ولكن ما باليد حيلة فيجب أن يلعبا دور الزوجين السعيدين أمام الحاج خوفا على صحته العليلة 
ابتسمت منة قائلة
ربنا يخليك يا عمي تسلملي يارب 
أجاب عبدالهادي بابتسامة وهو ينظر الى سيف
عارفة انا لول ظنيتك زعلانه من ولدي لكن دلوك توكدت أنك تعبانه صوح وشك كيف اللمونة إكده خلي بالك من صحتك يا بتي أنت غالية عندينا جوي ولو حد زعلك مهما كان بوكي عبد الهادي كفيل إنه يجيب لك حجك 
قالت منة بابتسامة ممتنة
ربنا ما يحرمني منك أبدا يا عمي 
قالت زينب بابتسامة وهي تنقل نظراتها بين سيف الذي يتناول طعامه في صمت وبرود ومنة التي تتلاعب بطعامها بشوكتها
منة غالية عندينا كلاتنا صوح يا سيف 
انتبه سيف الى سؤال والدته فأشار بالايجاب متمتما بنعم استمروا في تناول الطعام حتى سأل عبدالهادي منة
صحيح يا منة أهلك مېتا هياجوا بالسلامة ان شاء الله
منة بهدوء
هيطلعوا بكرة الصبح ان شاء الله انما أحمد هييجي بكرة على آخر النهار كدا بإذن الله احمد جاي من القاهرة وحضرتك عارف القاهرة قريبة لكن ماما وبابا جايين من اسكندرية وهي اللي بعيدة فبابا فضل انهم ييجوا الصبح 
عبدالهادي باهتمام
هما هياجوا من اسكندرية بالجطر 
وقف سيف عن تناول الطعام بينما ألقت منة نظرة خاطفة اليه وهي تجيب
لا جايين مع نادر ابن خالتي 
زينب باندفاع
كتر ألف خيره باين عليه جدع ابن حلال اكيد مارضيشي والدتك وبوكي يتبهدلوا في الجطر صوح
ابتسمت منة مطأطئة برأسها وهي تجيب
صح يا ماما الحاجة نادر رفض انهم ييجوا بالقطر وصمم يجيبهم بنفسه 
هز عبدالهادي رأسه باستحسان قائلا
والله شكله ولد خالتك ديه رجال صوح يطخ المشوار ديه كلاته علشان خالته وزوجها يبجى بيفهم في الاصول واللي بيفهم في الاصول أنا أشيله على راسي من فوج 
منة بابتسامة
تسلم يا حاج حضرتك الواحد يشيلك فوق الراس وجوه العين كمان 
صوت قرقعة قطعت كلامها لتنتبه الى سيف الذي ترك ملعقته بحدة لتحدث صوتا عاليا في الطبق الصيني نظر اليهم حيث يتطلعون اليه بدهشة واجاب وهو يزيح كرسيه جانبا ليقوم
أنا شبعت الحمدلله عن إذنكم 
لم
يستطع سيف تمالك نفسه إن لم ينسحب في هذه اللحظة لا يدري ما سيفعل بهذه العنيدة التي تقبع بجواره تأبى مجرد النظر اليه وكأن من يجاورها الى المائدة هواء أو خيال فأكثر ما اغاظه ابتسامتها وكلامها الرقيق الذي توجهه الى والده وتتحدث به عن ذاك ال نادر بينما تحرمه هو زوجها من مجرد نظرة واحده الى عينيها الفاتنتين ولكنه قد وعدها أنه لن يحاول الاعتذار ثانية وأنه لن يتقدم خطوة أخرى اليها بعد ذلك كفاه ما قام به من اعتذار بل وتوسل وهي متشبثة بموقفها الغبي ذلك 
شعر عبدالهادي بالتوتر الذي أصاب الجميع بعد قيام سيف بهذه الطريقة ليتبعه عمر بعد أن شكرهم على الطعام حاولت زينب اضفاء المرح على الامسية ولكن عبدالهادي قاطعها بنظرة صارة وأمرها بابلاغ سيف أنه في انتظاره لأمر ضروري بغرفته وطلب من منة اصطحابه الى هناك 
طرق على الباب قاطع حديث سيف وعمر
سمح سيف للطارق بالدخول ليجد أنها مهجة تبلغه بطلب والده رؤيته على جناح السرعة في جناحه الخاص فصرفها قائلا أنه سيلحق بها ونظر الى عمر الذي حرك كتفيه علامة الجهل 
وافى سيف والده الى غرفته بعد أن طرق الباب طرقات هادئة أتاه صوت والده الرخيم يدعوه للدخول دخل فشاهد والده يجلس الى مقعد مريح في الزاوية وبجانبه تجلس منة على أريكة ضخمة في جلسة بزاوية الغرفة قال سيف
طلبتني يا حاج 
قال عبدالهادي بأمر
إجفل الباب وراك وتعالى أجعد أهنه 
فعل سيف مثلما طلب عبدالهادي وجلس حيث أشار له عبدالهادي بالجلوس بجوار زوجته ولكن على الطرف البعيد من الأريكة نظر اليه عبدالهادي بصرامة وقال فيما هو يدير رأس عصاه الأبنوسية والمطعمة بالأحجار الكريمة
مالك يا سيف فيه إيه يا ولدي 
رمى سيف منة بنظرة سريعة قبل ان يجيب وهو يهرب بعينيه من نظرات والده الثاقبة
ولا حاجه يا حاج خير مافيش حاجه 
عبدالهادي بجدية
لاه فيه وشي واعر جوي كمان انت ما كنتش داريان بروحك كنت عامل كيف دلوك هتجولي يا سيف انت ليه بتعامل مرتك إكده 
ألقى سيف بنظرة لائمة الى منة التي شحب وجهها وأجاب ببرود
هي إشتاكتلك مني يا حاج 
سارعت منة بالنفي
ابدا ثم وجهت حديثها الى عبدالهادي قائلة في رجاء فهي لا تريد الدخول في نقاشات أمام الحاج وقد يفقد أحدهما أعصابه فيحدث ما لا يحمد عقباه وينكشف المستور أمامه وقلبه قد لا يحتمل الصمود هذه المرة
أنا إشتكيت لك يا عمي الحاج يا عمي كل الحكاية انه سيف بئالو مدة طويلة بعيد عن المكتب علشان كدا أكيد كان سرحان في الشغل ثم أشرق وجهها وكأنها وجدت الدليل لكلامها
وبعدين حضرتك شوفت بنفسك عمر جه انهرده علشان فيه شغل واقف على إمضة سيف وطبعا منها يزور حضرتك 
وجه عبدالهادي سؤاله الى سيف بصرامة
الكلام ديه صوح يا سيف 
زفر سيف بعمق بينما نظرت منة اليه حابسة أنفاسها منتظرة اجابته التي لم تتأخر وسمعته وهو يقول
عبدالهادي بحكمة
برضك يا ولدي لازمن تفصل بين شغلك ومرتك ذنبها إيه مرتك تنشغل عنها بالطريجة دي 
نظرت منة الى سيف باضطراب ملاحظة أنه يحاول التحكم في غضبه بصعوبة وقد خانته عضلة فكه المقابلة لها والتي كانت تهتز بشدة دليل على انفعاله الواضح قالت منة بابتسامة متوترة بعض الشيء
يا عمي مافيش حاجه حصلت أنا قاطعها عبدالهادي بهدوء
إسكتي أنتي يا بتي أنت من أصل طيب وعمرك ما هتشتكي ولدي بس هو كمان لازمن يعرف انه لو كان حبيبك عسل ما تلهطوش كلاته 
ابتسم سيف ابتسامة صغيرة وقال بهدوء
حاضريا حاج اللي تؤمر بيه 
الحاج بأسى
معلهش يا ولدي أني عارف اني السبب من ساعة اللي حوصلي وانت مهمل حالك ومالك وجاعد انت ومرتك وبناتك جاري إهنه انما أنا بجيت عال العال والحمدلله ماطعتلشي مصالحك أكتر من إكده لو عاوز تسافر مع نسايبك وهما
مروحين سافر يا ولدي ما تعطلشي نفسك 
نفى سيف بشدة واستنكار
لا لا لا لا ازاي تقول كده يا حاج الشغل ماشي والحمدلله واي حاجه بتقف عمر بيتصرف
 

42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 51 صفحات