رواية بقلم فاطمة مصطفى و ايمان جلال
أنا حبيب القلب.
شلت يديها عن العمل وأخذت تنظر للهاتف پصدمة أعاد مرة أخرى بعدما بدأت حياتها مع خالد بالتحسن عاد لېحطم كل هذا وأثناء تفكيرها بعثت لها رسالة أخرى مضمونها
مش هنتكلم كتير أنا عاوز أقابلك بكرة في مكاننا القديم فكراه طبعا... تيجي ولوحدك يا إما أجيلك أنا ونعرف خالد باشا ماضي المدام.
وضعت يدها فوق وجهها تخفيه عن الأنظار وهي تستند فوق الطاولة تحاول تهدئة نفسها قليلا لتستجمع أفكارها المشتتة وهي تتذكر حديث ذلك الندل ليعود الخۏف يستولي عليها مجددا وهي تتخيل معرفة خالد بهذا الماضي.
مرت بذاكرتها ذكرى جلستها الأولى معه وكيف جعله فضوله أن يحاول معرفة السبب الذي لم يعرف أنه كان سبب في دمار حياتها ليعاود حديثه يتردد في عقلها من جديد لتغلق عينيها سامحة للذكرى بالعودة.
كان اللقاء الأول عاديا بالنبسة اليها اذا تغاضينا على ان قلقها من الرجال جعلها تتجاهله نسبيا ولكن هناك شئ غريب تحرك بداخلها حين تحدثت معه بتلك الكلمات المقتضبة ومن ثم ودعتهم ورحلت.
لقد شعرت بارتياح غريب له لكنها تجاهلته حتى لا تزعج ذاتها بالتفكير بدأ يتحدث اليها كلما زار ابنه الذي لاحظت أن زيارته له أصبحت إسبوعية رغم تعجبها من ذلك الا أنها فسرته بأنه قلقا على ابنه بعد مشاجرته مع صديقه وهذا حقه ثم انه شئ لا يعنيها ولكن ما كانت تهتم الى سببه هو حديثه اليها الذي كلما أتي يجب أن يذهب اليها ويحدثها.
حتى أتتها شقيقته ذات يوم تخبرها رغبته في الزواج منها كادت بالطبع أن ترفض حتى فكرة المقابلة الأولى لكن سمية أصرت عليها وقد أعطتها مهلة للتفكير كي ترد عليها بشأن المقابلة الأولى.
تعبت من كثرة التفكير هي خائڤة من أن تلاقي نفس المصير مجددا لذا ولأنها لم تستطيع تكوين قرار قامت باستشارة ربها بدلا من حيرتها قامت بصلاة استخارة ووجدت أنها على الأقل يجب أن تقبل مقابلته الأولى.
عرفت أنه مهندس ديكور ولديه مكتب خاص وأن زوجته مټوفية منذ ما يقارب العامين وهو يعيش بمفرده مع ابنه.
تحدثت هي أيضا عن ذاتها وأخبرته أنها مطلقة لكنها لم تخبره السبب الأساسي حين سألها هو في دهشة مصطنعة ناتجة عن فضوله في معرفة السبب
مطلقة!!! بس باين عليكي صغيرة الي يشوفك يقول لسة متجوزتش يبدو إنه معندوش نظر.
ابتسمت في خفة لإطرائه قائلة
شكرا.
تسائل مجددا في فضول لم يستطع كبحه
_ هو طلاقكم كان بسبب خلافات
أطلقت تنهيدة مثقلة بهموم ذكريات الماضي التي داهمتها فجأة قبل أن تجيبه بكذب متحاشية النظر اليه
حاجة زي كدة.
_ باين مكنش ليكم خير مع بعض.
التفتت اليه تطالعه بنظرات مبهمة قبل أن تعاود الابتسامة قائلة
الحمد لله على كل حال ربنا دايما رايد لينا الأحسن.
_ الحمد لله.
انتهت الجلسة مع وعد بالرد القريب هي حقا كانت ترتاح له وقررت أن تصلي استخارة بدلا من حيرة التفكير مجددا وعلمت أن الأفضل في الموافقة هي تثق في ربها فالخالق لا يريد سوى الخير لخلقه ويبدو أنه كان الخير وأجمل.
__________________
فتحت عينيها مبعدة يديها عن وجهها وملامحها كانت مثالا حيا للتصميم على إنهاء الماضي وغلقه تماما وستفعل هذا فهي لا تريد خسارته أبدا فلقد تعلقت به حقا ولم ترى منه أي شړ لذا لن تسمح بخسارته أبدا.
أمسكت بهاتفها من جديد تنقر فوقه لثوان مرسلة إليه
أنا مش موافقة وأعلى مافي خيلك اركبه.
أغلقت هاتفها مجددا تلقيه فوق الطاولة وقد عزمت على إغلاق صفحة الماضي وإلى الأبد.
________________________________________
للقدر_أقوال_أخرى
الفصل_الخامس_والأخير
الله إذا أحب عبدا إبتلاه فإحمد ربك واعلم أن لكل شړ نهاية جميلة تكون العوض الأجمل عن كل مر الحياة.
ترجلت من سيارة الأجرة التي توقفت أمام تلك البناية التي تقبع بها شقتها وهي تمسك بيدها عمر وباليد الأخرى بعض الحقائب ثم حاسبت السائق واتجهت بخطوات مسرعة قليلا الى الأعلى فهي لديها العديد مما يجب فعله قبل أن يعود زوجها ولكن تلك الکاړثة القابعة أمامها تنتظرها منذ فترة على ما يبدو هي ما أخبرتها أن اليوم سيكون عسيرا.
رأته جالسا بجانب البواب ېدخن إحدى سجائره الرخيصة في نهم بينما ارتسمت ابتسامة صفراء واسعة فور أن وقعت عينيه عليها.
كانت تريد تجاهله وهي تسرع في خطواتها الى الداخل متصنعة أنها لم تراه ليوقفها صوت البواب الذي ناداها باحترام وهو يقترب مع ذلك الکابوس الأزلي الذي يبدو أنها لن تتخلص منه بسهولة.
تحدث البواب بعملية يخبرها عن منتظرها
الأستاذ كان مستني حضرتك يا ست هانم.
تابع البواب نظرات الحقد التي ألقتها في وجه ذلك البارد عديم الاحساس الذي قابلها بنفس الابتسامة الصفراء بينما تحدث لينهي ذلك الصمت الثقيل على المكان
معلش يا رحمة كنت عاوزك في حاجة مهمة متقلقيش مش هاخد من وقتك كتير.
تطلعت اليه ومن ثم الى ذلك البواب الذي تغيرت نظرات متابعته الى الشك لتزفر بضجر وهي تمد يدها الممسكة بالحقائب الى البواب ثم تحدثت وهي تعطيه المفتاح
معلش يا عم فتحي ممكن تطلع عمر فوق بس علشان ميطلعش لوحده وتطلعلي الحاجة دي كمان.
أمسك الرجل بأغراضها ومازالت نظرة الشك بعينيه نحوهم لتبددها هي بكلماتها التي وجهتها ل وائل بجدية
معلش أصل جوزي مش فوق ومينفعش أطلعك وهو مش موجود.
ربما لم تبدد شكه كليا ولكنه إحترم حديثها ليمسك بيد الطفل الذي كان يتابع كل شئ في فضول فتابعتهم رحمة حتى اختفوا عن الأنظار ومن ثم التفتت اليه متحدثة پغضب وهي تجز على أسنانها
هي حصلت تيجي هنا كمان..!! إنت عاوز إيه بالظبط بقالك شهرين بتحوم حوليا قارفني رسايل ومكالمات في إيه ما تحل عني بقى.
عاود الابتسام كاشفا عن أسنانه الصفراء النخرة قبل أن يتحدث بخبث
إخص عليكي حتى مش مراعية العشرة.
ابتسمت متهكمة قبل أن تتحدث بسخرية
عشرة..!! العشرة الي هانت عليك في أول فرصة يا واي.
اختفت ابتسامته لترتسم الجدية على ملامحه بينما يقول وأسنانه تصدر صوت احتكاك ينم عن غضبه
شوف مين بيتكلم الي الكل كان عارف سمعتها كويس بس مكنش بيتكلم.
تمالكت نفسها من أن ټصفعه بصعوبة قبل أن تتحدث ومازال حصار أسنانها مستمر
والله الواي بيفكر كل الناس شبهه بس نهايته علشان ميشرفنيش إني أشوف خلقتك دي تاني إخلص وقول عاوز إيه
زفر في ڠضب حاول تهدئته حاليا قبل أن يخبرها بما يريد في جدية
ولا أنا يشرفني أساسا بس يلا أنا عاوز منك حاجة تخص جوزك أصله داخل مشروع كبير كدة وفي ناس تابعي يهمهم إن مهندس تاني هو الي يمسك المشروع وبشطارتك بقى تجبيلي ملف المشروع.
اشټعل الڠضب بعينيها كجمرات من الڼار الملتهبة وهذه المرة كادت ټصفعه حقا ولكنها منعت نفسها بصعوبة بالغة حتى لا تلفت انتباه المارة وهي تكور قبضتيها قبل أن تتحدث من بين أسنانها الملتحمة مھددة
أقسم بالله لو ما مشيت من وشي دلوقتي لهبيتك النهاردة في القسم.
توترت نظراته وكاد أن يتحدث الا أنها لوحت أمامه باصبعها السبابة وهي تردف في ڠضب مانعة إياه من الحديث
ولتاني مرة بقولهالك أعلى ما في خيلك اركبه مش أنا الي اټهدد من واحد نجس زيك.
أنهت كلامها ثم اتجهت بخطى غاضبة الى داخل البناية غافلة عن نظرات ذلك الوائل التي تكاد ټحرقها حية ولكن حسنا هو لن ييأس وستخضع هذه الحمقاء لرغبته شائت أم أبت ستفعل.
أما عنها فاستقلت المصعد وهي تلهث عدة مرات وكأنها كانت تركض من شدة الڠضب الذي يعتريها وهي تحاول تهدئته قبل أن تتنفس بعمق بعد أن نجحت في تهدئة ذاتها وقد عزمت على إنهاء هذه المهزلة عاجلا وليس أجلا.
كان المساء قد أسدل ستائره حين جلست رحمة أمام المرآة تصفف شعرها بينما أخدت تفكر في أحداث اليوم العسير فمنذ تركها لذلك الوائل وعقلها يعمل في جميع الاتجاهات.
كانت قلقة في أن يخبر البواب زوجها بشئ عن ذلك الزائر المقيت ولكن عودة خالد المعتادة الهادئة هي ما أخبرتها أنه لم يخبره.
ربما هي إطمئنت من جهة زوجها ولكنها غير مطمئنة من جهة ذلك النذل لا تعرف ما يجب فعله معه كيف تتخلص منه لا تعرف هل عليها إخبار زوجها بالأمر ربما لا يجب هذا على الأقل حتى ينتهي من عمله المهم الذي يشغله هذه الفترة ولكن ماذا إن فعل هذا الغبي شئ لا يحمد عقباه إذا يجب عليها إخباره كي يأخذ الحذر باعتبار أن هناك جزء مهم في الأمر يخصه.
عقدت العزم على ذلك ثم شرعت تنهي تصفيف خصلاتها حين وصلتها رسالة عبر مواقع التواصل الإجتماعي أمسكت بالهاتف لترى الرسالة قبل أن تعتري علامات الصدمة وجهها وهي ترى صورة لها في أحضان ذلك الوغد في وضع غير لائق.
شهقت في صدمة واضعة يدها فوق فمها تكتم شهقتها وهي تنظر الى شاشة الهاتف في ذهول بالتأكيد هذه ليست هي من المستحيل أن تكون هي فلم تمر بذاكرتها ولو موقف واحد اقتربت فيه منه بهذه الطريقة الرخيصة.
أغلقت الهاتف سريعا وهي تلقي به فوق طاولة الزينة أمامها بينما استندت بطرفي معصميها فوق الطاولة لتسند رأسها الى كفيها ومازالت تعابير الصدمة تحتل ملامحها حتى سالت دموعها رغما عنها لتضع يدها على وجهها تبكي بحړقة على ما فعلته بنفسها.
أخذت تبكي وتشهق عدة مرات ولا تعرف كم من الوقت مر