الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية بقلم فاطمة مصطفى و ايمان جلال

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

 


عليها حتى استمعت الى صوت دق على الباب لتسمح وجهها سريعا بإحدى المناديل الموضوعة أمامها قبل أن تسمح للطارق بالدخول.
انفتح الباب ليطل منه خالد الذي وقف على عتبته وهو يتطلع نحوها متسائلا
ايه يا رحمة خلصتي ولا......
بتر جملته فور أن وقعت عينيه على وجهها الأحمر وعينيها المنتفختين وهيئتها التي كانت دليل واضح على بكائها.

دلف الى الداخل مغلقا الباب خلفه ثم اتجه اليها سريعا ليجثو على قدميه أمامها ممسكا بيديها بينما تسائل في جزع
مالك إنت كنتي بټعيطي
لم تستطيع كبح ذاتها أكثر لټنفجر لتكتشف في النهاية كم كانت حمقاء في كل شئ.
رفعت يدها تمسح دموعها التي بللت وجهها وقميصه المنزلي وهي تبتعد عن أحضانه تحاول لملمت شتات نفسها المبعثرة وقد قررت بحق أن تخبره وليصدق ما يصدقه هي لن ټخونه كي تخفي شئ لا يستحق الاختفاء وبداخلها تتمنى أن يصدقها حقا وألا يظن بها ظن الأخرين.
التفتت اليه بعد برهة تركها فيها تستعيد ذاتها المسلوبة ليعتدل في جلسته بجانبها وقد وجدها فرصة جيدة للسؤال ولكنه توقف فور أن سمعها تقول بصوت خاڤت مخټنق من كثرة بكائها
خالد أنا عاوزة أقولك على حاجة.
تسائل خالد في تعجب
في إيه يا رحمة اتكلمي إيه الي حصل لكل ده
ابتلعت ريقها قبل أن تتحدث بنفس نبرة الخفوت المبحوحة
أظن الوقت مناسب دلوقتي علشان تعرف سبب طلاقي.
صمت ولم يتحدث فلم يجد بدا من الحديث أو التساؤل الآن فقط اكتفي بنظرة مشجعة من عينيه وقد قرر الانصات لعل يكون هذا هو سبب بكائها لا يعلم ولذلك صمت.
أخذت شهيقا طويلا ثم بدأت في الحديث قصت عليه كل ما حدث في الماضي بداية من رؤيتها لوائل الذي كان إحدى ساكني الحي الذي كانت تقطن به جارها بمعنى أدق وتقدمه لخطبتها ثم ما فعله معها ليلة زفافهم وتركه لها دون أن يراعي كلام الناس عنها أبدا.
انتهت من السرد وهي تتطلع الى ملامحه المبهمة التي أثارت ريبتها أيعقل أنه لم يصدقها أم أنه ظن بها الظنون كالبقية لا أرجوك لا تفعل لن أتحملها منك أنت خاصة حتما هذه المرة سأموت أرجوك لا تفعل.
تلك الملامح المبهمة بعثت في ذاتها الكثير من الخواطر السيئة حتى سمعت صوته الرخيم يتسائل في هدوء مريب
طيب وإنت بتقوليلي كدة دلوقتي ليه
رغم تعجبها من سؤاله وخواطرها التي مازالت سيئة الا أنها أجابته في صدق
وائل بقاله شهرين بيحاول يكلمني ويقنعني اني أقابله وأنا برفض وكل ما أحظره من رقم أو حساب يطلعلي بغيره لحد ما الموضوع زاد ولقيته النهاردة مستنيني مع البواب وصارحني بلي كان عاوزه كان عاوز ملف المشروع الجديد الي إنت داخله لأن الناس الي هو شغال معاهم يهمهم ان مهندس تاني هو الي يمسك المشروع أنا عن نفسي رفضت وطردته بس هو مسكتش و......
بترت كلامها بنبرة متوترة وهي لا تعرفها كيف تخبره بالبقية ليتسائل هو بنبرة أقلقتها حقا
عمل ايه كملي..
ابتلعت ريقها وهي تقف على قدميها لتتجه الى طاولة الزينة تمسك بهاتفها لتفتحه تحت نظرات خالد المراقبة لتعود اليه ثم وضعت الصورة التي أرسلت إليها قبل قليل أمامه قائلة في توتر قد ظهر على يدها الممسكة بالهاتف
بعتلي دي على سبيل الټهديد.
أمسك خالد بالهاتف وقد تحولت نظراته الى الصدمة وهو يرى تلك الصورة المهينة لزوجته.
اشټعل الڠضب بمقلتيه ليبدد أي صدمة قبل أن يرفع نظره نحو تلك الجالسة بجانبه وقبل أن يفكر في الحديث تكلمت نافية كل ظنونه بثقة قد سلحت بها نبرتها
أنا عمري ما قربت منه بالطريقة دي يا خالد وأظن الصورة باينة كويس إنها متفبركة ودلوقتي أنا مستعدة لأي قرار هتاخده وأي كلام هتقوله أهم حاجة إني خلصت ضميري وقولتلك علشان مكونش بخدعك ومتقلقش أنا عمري ما كنت أفكر إني أذيك أبدا.
تعاصفت الأفكار بعقله حتى كونت دوامة من الحيرة القاسېة بداخله تشوشت أفكاره بطريقة أجبرته على الصمت هي محقة بالجزء الخاص بعمله فمن أين ستعلم أن هناك من يحاول أخذ المشروع منه بأي طريقة إذا هي ربما صادقة في هذا الجزء ولكن ماذا عن البقية
من الأفضل أن يتأكد من تلك الصورة أولا وبناء على هذا سيعرف ما يجب عليه فعله لذا ودون أن يتحدث بحرف أخذ هاتفها ثم خرج من الغرفة في صمت تاركا خلفه جسد يتأكله القلق والحيرة.
جلست تضم ركبتيها إليها تحاوطهم بذراعيها وهي تنظر أمامها بشرود أصبح يلازمها منذ تلك الليلة التي تركها بها وذهب دون حتى أن يلقي بأي كلمة عتاب.
لقد مر إسبوع عليها ومعاملته معاها عادية جدا كما هي عادته باستثناء أنه أصبح يتفادى الكلام معها على قدر استطاعته مما أصابها بالدهشة حقا وكلما حاولت أن تتحدث معه بخصوص إعترافها كان يمنعها بأي وسيلة كتظاهره بانشغاله في الهاتف أو في رغبته في النوم مما جعلها حقا على حافة الجنون.
حتى أن وائل لم يحاول الاتصال بها منذ ذلك اليوم وهذا ما أقلقها فربما يحيك لها شيئا بهذه الصورة الذي لم يبعث غيرها بعد ذلك وبالتأكيد لديها غيرها الكثير ولكنها لم تستطيع سؤاله لتمنعه في إكمال محادثتهم ولكنها عزمت اليوم على الحديث معه ولن تسمح له باختلاق الأعذار أبدا وها هي تجلس في انتظاره في قلق.
انتفضت بخفة فور أن فتح باب الغرفة ليدلف إلى الداخل بملامحه المرهقة ليتجه فورا إلى المرحاض كي يأخذ حمامه الدافئ الذي يساعده على الراحة كعادته منذ تزوجته.
انتظرت فترة ليست بطويلة حتى خرج وهو يجفف شعره بالمنشفة بينما يرتدي ملابس النوم الذي ظن أنه سيحصل عليه فور خروجه ولكنه لم يدر عن تلك التي كانت له بالمرصاد.
ألقى المنشفة فوق الكرسي ثم اتجه نحو الفراش لينام في مكانه المعتاد ولكنه وجدها تجلس فوقه بأريحية وهي تنظر إليه بملامح هادئة وقد ضمت ذراعيها أمامها منتظرة طلبه منها بأن تبتعد عن مكان نومه بلهفة.
ضم ذراعيه أمامه هو الأخر وهو يتسائل بصوت مرهق
خير في إيه
وقفت أمامه بعدما فكت حصار ذراعيها لتندفع متسائلة بتعجب ملئ بالڠضب
أنا الي عاوزة أعرف في ايه مالك أظن إن كلامي أخر مرة مش كلام ستات عادي علشان تنساه وتتعامل عادي أنا عاوز أعرف دلوقتي إنت عملت إيه لما طلعت من عندي
زفر خالد بينما ارتفعت يده لتمسح على وجهه في حين غمغم في ضيق من ڠضبها
هي باين عادة في كل الستات عدم الصبر ده حتى الصبر جميل يعني.
ارتفع حاجبيها في تعجب انتصر على ڠضبها وهي تتسائل في دهشة
أصبر على إيه إنت مش واخد بالك إنك بتخليني أفقد أعصابي ودلوقتي بتقولي صبر.
أطلق زفرة طويلة قبل يقترب منها محاوطا كتفيها ثم أجبرها على الجلوس على الفراش معه قبل أن يبتسم بخفة قائلا في هدوء
إنت عاوزة تعرفي ايه الي حصل وقراري كمان صح
أومأت له برأسها في صمت ليعاود التحدث مجددا ومازال يحتفظ بابتسامته البسيطة
أولا ماضيكي ده الي إنت مړعوپة منه على حد فهمي لملامحك وانت بتحكيه مش مستاهل كل خۏفك منه لأنه حاجة متعبكيش هو الي انسان قذر وللأسف مجتمعنا متخلف لدرجة عدم الفهم حتى.
تنفست الصعداء فور أن أنهى حديثه هي لا تعرف كيف تشكره على ما تفوه به لقد أزال هم كان يثقل قلبها حقا ولكنها أرادت التأكد حين تسائلت في توتر
يعني إنت مصدق إني بريئة من كلامهم.
_ ومصدقش ليه وإيه الي هيخليكي تكدبي عليا وخصوصا دلوقتي أنا مكنتش موجود وقتها علشان أشوفك وانت نازلة بفستان الفرح علشان يبقى دليل قوي على كلامك ولكن دليلي الحالي هي الصورة وكلام وائل.
اعترت الصدمة ملامحها من حديثه بينما تتحدث في ذهول
وائل..!! إنت قابلته فين
صمت خالد لبرهة يتفحص صډمتها قبل أن يعاود الحديث مجددا قائلا
أنا لما سبتك الصراحة كنت مشتت مش عارفة أعمل إيه استنيت للصبح وبعدها روحت أتأكد من الصورة الأول من صديقة بتفهم في الفوتوشوب وقالتلي إن وشك هو الفيك الوحيد في الصورة الباقي كله حقيقي وبناء على كلامها استعنت بواحد من معارفي من الداخلية محمد زوج سمية أختي طلبت منه أنه يجبلي معلومات عن الرقم الي اتبعتت منه الصورة وعرفت اسم المحل الي اتباع منه الخط وروحت وسألت وعرفت إن وائل هو الي اشتراه وبعد ما عملنا بحث عنه في الشرطة وطلع إنه ناصب على ناس كتير ويعتبر أنا عملت خدمة للوطن وسلمته للبوليس ومش هياخد أقل من 15 سنة سجن و إن كان على مقابلتي ليه فأنا روحتله بعد ما اتقبض عليه وهو حكى كل حاجة زي ما إنت قولتي ده طبعا بعد ما كان بيحاول يسوء سمعتك قدامي بس أنا عرفت أخليه يقول الحقيقة في الأخر.
تسائلت وهي لا تصدق أن هذا حدث حقا
كل ده حصل الاسبوع الي فات وأنا معرفش...!! يعني خلاص كدة أنا مش هشوفه ولا هيتعرضلي تاني...
كانت تبدو كمن يحدث ذاته وهي تحاول استيعاب ما قاله وهي من ظنت أن الله يعاقبها اتضح أنه أنقذها من بلاء كادت أن ترمي نفسها به كم كان الله رحيما بها حين أنقذها منه ومن قذارته لتحمد الله بداخلها كثيرا تشكره على إنقاذه لها.
استفاقت من شرودها على صوته وهو يقول بابتسامته البسيطة
أيوة خلاص مش هتشوفي وشه تاني.
تهللت أساريرها وهي تتنفس الصعداء بينما لسانها لم يتوقف عن الحمد للحظة لانتهاء كابوس قد طال طويلا ليتابعها بابتسامته وهو يشعر بالسعادة لأجلها حتى التفتت اليه فجأة وهي ترمقه بنظرات ڠضب لتفاجئه بلكمة في ذراعه وهي تتسائل في عتاب
وإنت سايبني كل ده وأنا هتجنن بسببك ومتقوليش..!!
تحسس خالد ذراعه پألم مصطنع بينما تحدث اليها بنبرة دعمت تصنعه بقوة
يابنت اللذين إيه الإيد دي.
ارتسم القلق على ملامحها وهي تقترب لتتفحص ذراعه
 

 

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات