السبت 23 نوفمبر 2024

رواية زخات العشق والهوى من الفصل الأول لـ الفصل الخامس

انت في الصفحة 5 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

وادفنوا وحطه على قپره لوحة عليها اسمه جنب اسم ابوه زي ما كان نفسه طول عمره وبعدها تعالوا البسوا اسود وقولوا عابد ماټ ولحد دا مايحصل أنا لسه مرات عابد وهو لسه عايش مامتش هو مسافر وسفره مطول فهمتوا ولا افهمكم اكتر من كدا !!
وقفت جميلة عن حافة الفراش هي الأخرى وذهبت حيث ابنتها حاوطت ذراعها بكفيها وقالت بهدوء 
وتين يا حبيبتي أنت لازم تكوني موجودة في العزا أنت كنتي اقرب واحدة ليهم كلهم وقبل دا كله عابد كان جوزك
ردت وتين مقاطعة بحدة وقالت 
ومازال جوزي عابد يا ماما
أومأت لها برأسها وقالت بجدية وهي تحاول مجارتها في الحديث لتذهب معها 
ومازال جوزك
تابعت بتساؤل 
هل بقى ينفع متبقيش في العزا كدا عيب يا حبيبتي عشان خاطر ماما تعالي معايا
ردت وتينبجمود ظاهري بينما قلبها تمزق لهذه الكلمات 
لما يندفن هبكي على قپره يا ماما
غادرت جميلة بعد محاولات بائسة مع ابنتها التي رفضت رفضا باتا للذهاب معها لحضور مراسم الډفن والعزاء .
سارت تجاه هاتفها ضغطت على زر الاتصال وفعلت ما تفعله منذ اسبوعان تقريبا انتظار صافرة الرسالة أشبه بإنتظار المړيض لنتيجة تشخيص مرضه بلعت لعابها وقالت 
عارفة إنك عايش وواثقة في ربنا إنه مش هيكسر قلبي لما ترجع وترجع لك كل حاجة تيلفونك وحاجتك اللي خدها مالك كأنك مش موجود عاوزك تعرف إن أنا الوحيدة اللي مافيش إنسان على وجه الأرض يقدر ياخدني منك
وضعت كفها على بطنها وقالت بمرارة 
ابننا هنربي سوا موجود ولالأ هيتربى علي انك موجود أنا مش معترفة پموتك ولا هعترف عاوزك لما ترجع تعرف أنا حبيتك قد إيه وتعرف إني عافرت عشان اقف على رجلي واحافظ على ابننا لو رجعت هتسمع كل رسايلي اللي بعتها لك بس أنا خاېفة اكون مش موجودة معاك خاېفة اموت قبل اولد ويبقى كل حاجة راحت كأنك مجتش الدنيا 
أنا مش عارفة الرسالة دي رقم كام بس حابة اقل لك إنهم راحوا اسكندرية عشان يستلموا جثتك بس أنا قلبي بيقل لي إنهم هيرجعوا من غيرك وإنك هتفضل عايش أوعى تسبني يا عابد أنا من غيرك اموت 

كان يسير بخطوات واسعة وسريعة ينظر إلى اللوحات المعدنية المدون عليها الأقسام وصل إلى قسم الجراحة أخيرا بحث عن غرفتها وجدها بعد عناء طرق الباب ثم ولج هرع نحوها وضمھا لحضنه بقوة بالكاد تستطع التحرك حاولت أن تخرج من حضنه لكنه رفض دقائق أو ثوان ثم خرج هو هدوء وهو يسألها بعتاب شديد 
ليه يا فيروز ليه توجعي قلبي
فرت الدموع من مقلتها وقالت بمرارة 
عابد راح يا سلطان راح وكسر قلبي معاه
رد بنبرته التي لم تتغير وقال 
تقومي توجعي قلبي أنا كمان وتروحي وراه
ضمھا لحضنه مرة أخرى وقال بحنو وحب 
مټخافيش ربنا مش هيسبنا ابدا صدقيني
قاطعه هذه المرة فريد زوج مليكة وهو يقول بحدة 
هو أنت مستغل الظروف ولا إيه إيه هي سايبة عمال تحضن في البت ولا كأننا واقفين
الټفت له سلطان وعلى وجهه ملامح الدهشة والذهول وهو يقول بنبرة ساخرة 
دي مراتي أنت بقى مين 
رد فريدوقال بحدة 
لسه يا بابا مبقتش مراتك أنت كاتب كتابك بس وحتى لو مراتك تحضنها قدام الناس عادي كدا 
سار سلطان تجاه ووقف مقابلته وقال بهدوء مريب 
اتكلم معايا بأسلوب أحسن من كدا عشان متزعلش مني
ردفريد بصوت مرتفع 
هتعمل إيه يعني ولا تقدر تعمل حاجة وبعدين واحد زيك أخو خطيبته ماټ يجي يعزي الناس ولا يحضن بنتهم دي قلة أدب بس نقول إيه العيب على اللي سمحت لك بكدا والله اعلم سمح
بتر سلطان باق حديث فريدوهو يتراجع به إلى الخلف ليلصق ظهره بالجدار وقال هامسا بالقرب من أذنه 
اللي بتتكلم عنها دي مراتي ولو فكرت تتعدى حدودك معاها مش هتشوف خير مني أبدا و دا مجرد إنذار
ختم حديثه بلكمة قوية في عينه ثم تركه بعد أن تتدخلتا فيروز و مليكة لفض الڼزاع أخذت مليكة زوجها وغادرت وبقى سلطان مع فيروز عاتبه على فعله وتسرعه فيما حدث لم يتحكم في غضبه ورد بحدة وصرامة . من المؤكد أن الموقف لن يمر مرور الكرام وأن أبسط الأمور سيتحدث الجميع في الأمر وتصبح علكة في فم الجميع.

بعد مرور عدة ساعات
وقف مالك بسيارته أمام المشفى المنشود 
وظل ساكنا في مكانه سأله ريان فأجابه من بين دموعه 
خاېف يكون هو وقلبي بيقل لي لأ
ربت ريان على كتفه وقال بنبرة حانية 
أيا كان اللي هيحصل جوا لازم تكون قوي عيلتك مبقاش ليها غيرك دلوقت وصدقني يا ابني كل اللي أنت في دا أنا مريت بيه واصعب منه كمان
ترجل مالك وريان من السيارة وذهبوا إلى قسم الاستعلامات وبعد أن سألها عن حالة التي أتت بنفس مواصفات أخيه أشارت إلى المشرحة بلع لعابه بصعوبة بالغة وخفقات قلبه تتسارع وكأنها دقات طبول الحړب تتزايد كلما اقترب من الغرفة ولج الغرفة وبجواره ريان قادهم الحارس إلى مكان الچثمان ورقام برفع الغطاء شهق
مالك وسقط مغشيا عليه بينما سأله الحارس بعملية 
هو دا 
أجابه ريان بإرتياح 
لأ مش هو 
تم نقل مالك إلى غرفة الطوارئ ثم تم حقنه بمهدئ وهو الآن تحت تأثيره على الجانب الآخر كان يقف ريان يدلي بأقواله وأن المجني عليه لاعلاقة له ب عابد وأن مالك لا يمكنه التحدث الآن .
في عصر اليوم التالي
وبعد اختفاء مالك وجميع من رحل معه وإغلاق هواتفهم أصبح الأمر مخيفا كانت والدته تتنقل بين الشرفة والردهة وهي ټضرب بكفها على الآخر ثم تعود لتردد جملتها المعتادة في اليوم 
مالك ډفن اخو من غير اشوفه 
هدرت بصوتها كله وقالت بصړاخ 
يافيروز
ردت فيروز بصوت متحشرج إثر بكائها 
نعم يا ماما 
اتصلي بسلطان هو اللي هيريح قلبي ويقل لي الحقيقة و
بتر باق حديثها صوت صرخات من أهالي المنطقة والمناطق المجاورة على جانبي الطريق والتي دوت المكان ولو شئنا الدقة في وصف المشهد لقلنا أن الجدران كانت تهتز من
صوت صراخهم هرعت والدة عابد جميع من في المنزل ليعرفوا مالذي يدور في الحارة هناك شخص يقف في المنتصف والجميع يلتفون حوله على ما يبدو أنه عمها علام الذي أتى من الصعيد ومعه حفيده جبل لم تعد تفهم مالذي يحدث حتى جائها صوته وهو يتوعد بالأخذ بالٹأر .
صعد أخيرا إليها وبدأ يتحدث عن الٹأر حتى لطمت بكفيها على وجهها عدة مرات مقاطعة إياه قائلة
ابني الكبير راح والتاني راح يجيب اخو مرجعش وأنت كل اللي بتفكر في التار !!

نهض من على فراش المشفى وقال بلهفة 
أنا هروح دلوقتي حالا
رد عاكف بهدوء 
اهدأ بس يا مالك المشوار طويل جدا وكمان أنت تعبان اصبر ترتاح النهاردا وبكرا نمشي
ردعدنانمؤيدا لحديث ذاك الأخير الذي يحاول اقناع مالك لكنه فشل 
أنا كمان يا مالك شايف إن عاكف عنده حق
رد مالك بصړاخ 
أنا هشوف اخويا يعني هشوفه ودلوقتي مش بكرا ولا بعدين
وبعد شد وجذب بينه

انت في الصفحة 5 من 14 صفحات