الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الالحادي عشر لـ الفصل العشرون

انت في الصفحة 18 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز

اصطحبتك السلامة يا أخي العزيز أنا في انتظارك دائما
خرجت من حضنه وقالت بإبتسامة واسعة
لا تقلق بشأني فأنا صبورة لأقصى حد حفظك الله يا ساجد 
شكرا لك صغيرتي .
غادر ساجد تاركا الجميع في حالة مزاجية رائعة من هذا التطور الكبير في علاقته مع شقيقته اطمئن والده عليها هذا ما يعلمه جيدا سيغضب ويثور ثم يهدأ وتسير الأمور كما كانت وكأن شيئا لم يكن بعد مرور نصف ساعة تقريبا استيقظت
تاليا من نومها وهي مفعمة بالحيوية والنشاط نظرت بجانبها وجدت وردة موضوعة بجوارها التقطتها وعلى ثغرها إبتسامة عريضة اشتمت رائحتها وهي تتذكر ماحدث في ليلة أمس جذبت هاتفها ترأقصت أنامله على أزارره ثم وضعته على أذنها في انتظار رده
على الجانب الآخر كان هو في اجتماعا هام يضع النقاط على الحروف قبل بدء المشروع الجديد ترك كل شئ وتفرغ لها لمدة خمس دقائق فقط ابتعد عن طاولة الحوار معتذرا من الجميع قائلا
دقيقة وراجع لكم يا جماعة معايا مكالمة مهمة
لم يعترض أحد فهو له قدره في الشركة وضعه جده في المكان المناسب بعد عناء كان يحفر بأنامله في الصخر صعد سلالم العمل من تحت الصفر علمه جده كل شئ منذ كان في الثانوية العامة ثم بعد ذلك تولى أول منصب في الجامعة وعندما انتهى سنحت له الجامعة فرصة التدريس لكنه رفضها بعد أن عرض عليه جده تولي منصب نائب رئيس مجلس الإدارة أما الآن هو رئيسها ورئيس كل شئ الوحيد الذي يستحق أن يحمل كل شئ دون قلق هو ساجد والذي يعرف كيف يدير العمل هو ساجد كان الرجل المناسب في المكان المناسب .
وقف عند النافذة وهو يضغط على زر الإجابة وقال بنبرة هامسة والإبتسامة لاتفارق شفتاه
صباح النور ياقلب حبيبك آسف بس عندي شغل كتير بحاول اخلصه عشان افضى لك الفترة الجاية عندي ليك مفاجأة ويارب تعجبك طب تبقى مفاجأة ازاي طب حضري نفسك هنتغدا سوا النهاردا لأ برا هاسيبك بقى دلوقتي والساعة اتنين تكوني محضرة نفسك عشان هاخطف ساعة الغدا بتاعتي هنا معاك ماشي ياروحي أنت كمان خلي بالك من نفسك.
عاد ساجد وقدماه تكاد تحلقان في السماء اعترافها له بالحب جعله شخصا آخر تماما لقد نفعته نصيحة جدته له حين قالت له بأن علي العاشق أن يتحلى بالصبر باشر عمله بوجهه الذي اغتاد عليه الجميع منه ليس ذاك الشاب الثلاثيني العاشق الولهان .

في مساء اليوم
كان والد مهدية جالسا في شقة ابنته يحدثها بنبرة عالية والڠضب والغيظ يتملكان منه وهو يقول 
زي ما قلت لك يا مهدية يا بنتي شوقية هي السبب في حالة جوزك دي 
ازاي بس يابا ! 
زي الناس يا بنتي
زفر بعمق وهو يشيح بوجهه ثم عاد ببصره وقال بهدوء 
أنا سمعت مهدي وهو بيكلمها بعد ما اتجوزتني بيومين وبيقولها إنه مهدلها الدنيا عشان تتجوزني عشان هي كمان تساعده ويتجوزك ولما عرضت عليك كذا مرة وأنت رأيك زي ماهو قالت له هروح اعملها سحر عند شيخ هي تعرفه كويس وهتحطه لك في شاي ولا اكل كلمت بلال وعرفته اللي حصل وكان قالي إنه عاوز يتجوزك بيني وبينك ملقتش احسن منه ليك قلت خلاص لما تتخطبي لبلال الدنيا هتهدأ بس معرفش إني كدا زودت نا ر الغيرة في مهدي وشوقية فضلت اعمل مع خناقات وابعدها عنك بس هي مكنتش بتبعد لحد ما في يوم بزقها بعيد عني وقعت على السلم و....
لطمت مهديةبيدها على صدرها قائلة بدهشة وذهول شديدان 
عشان كدا بتقوب عليك لكل الناس إنك قتل ت اللي بطنها ومش هاتسيبك في حالك !
اه يا بنتي بس مكناش متخيل إن بعد ما اطلقها بردو هتلف من ورايا وتعمل لك سحر زي ما كان في بالها فعلا
ختم والد مهدية حديثه قائلا بندم شديد 
يارتني كنا حكيت أنا لو اعرف إن بلال هايخبي عليك وميرضاش يقل لك كنت حكيت لك أنا
ردت صدفة بحزن شديد 
ياحبيبي مكنش عاوز ينكدها عليها في أهم ليلة في حياتها قال طالما معايا محدش هايقرب لها كل اللي عمله إنه حط مهدي في دماغه لحد ماقبض عليه ودخل السج ن في قضية مش اقل من 15 سنة 
مش كفاية يا صدفة يا اختي دوب عاوزين القت ل في ميدان عام دول ناس بيبقي خايفين يبلعوا ريقهم ليموتوا من السم اللي في .
ايوة يابا يعني أنا هاسيب بلال كدا مش عارفة اعمل له حاجة !
رد والدها قائلا بإطمئنان 
متقلقيش يا بنتي بأذن الله هاخده لشيخ بيعالج بالقران والدنيا هتكون زي الفل أنت بس طولي بالك شوية عشان الحاجات بطول شوية .
صمتت مهدية مسلمة أمرها لله بعد أن سرد لها والدها كل هذا يحدث وهي آخر من يعلم به الوضع بات غاية في الصعوبة كيف تترك زوجها يكاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بسبب هذا السحر الذي تناوله في كوبا من العصير الذي صنعته بنفسها شوقية عندما أتت وهي نائمة لو كانت تعلم هذا لحذرته ونهاته عن الاقتراب منها وليس التحدث .

بعد مرور عدة أسابيع
لم يحدث شيئا جديد يذكر سوى معرفة الجميع لأمر عودة رامي وربى ڠضب والدها ولم ينصرها بل عاقبوها بالتجنب وعدم الكلام معها ولأول مرة يضربها تيم الوضع في بيت عابد تحديدا كان غاية في الصعوبة خيرها والدها بينه وبين عودتها لخطيبها السابق فردت وقالت بجمود أمام الجميع
هرجع حقي يابابا
فرد عابد علي إجابتها بسؤالا آخر غاضب 
حق إيه اللي عاوزة ترجعي !!
فأجابته بهدوء وثبات 
رامي حقي وأنا عاوزة ارجعه
هنا فقط تبرأ منها الجميع نبذتها عائلتها ولم ينصفها أحد بينما كانت وتين شرسة متمردة ولأول مرة منذ زواجها على قرارت عابد رفضت رامي ورفضت ابنتها بأن تكمل هذه الزيجة ولكن امرت بأن تبقى ابنتها في بيتها لكن لا حياة لمن تنادي كانت ربى اقوى مما يتخيلها أحد غادرت البيت وعادت لجدها الذي رفض وبشدة هذه العودة أما جدتها جميلة فكان تأيدها هي الصدمة الحقيقة لدى الجميع وعلى رأسهم ريان نفسه .
عاد رامي معلنا عودته لخطيبته في حفل زفاف 
تاليا وساجد الذي لم يحضره أي فرد عائلة المحمدي رغم كل هذا الإعتراض تمت الخطبة من جديد ولم تكترث لأحد .
في منزل عائلة المحمدي
كانت صبا جالسة على المسند الخاص بمقعد أبيها تمسد له ظهر يده بحنو وحب مخففة عنه همه الثقيل رغم كل الذي فعله لابنته كسرته أمام عائلته قبل عائلة رامي نفسها ربت على يدها وقال بهدوء ولسانا ثقيل 
صبا عاوز فنجان قهوة من فضلك 
بس يا بابا 
صبا عشان خاطري بلاش جدال دلوقتي فنجان واحد مش هيأثر عليا
نهضت لتفعل اه ما يريد ليستغل غيابها وغياب ابنه جذب علبة سجائره والتقط واحدة نفثها دخانها وقلبه هو الذي يحتر ق لم يعلق تيم على مافعله والده كل مافعله أنه لعڼ نفسه حين ترك علبة السچائر
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 38 صفحات