رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير
و جلس محله و هو يقول بجدية
عازمك على الغدا
شكرا مليش نفس
خلاص اتفرجي عليا و أنا بأكل
نوح لو سمحت أنا مرضتش اكسفك قدام البنت وعديت اللي حصل لو سمحت كفاية لحد كدا
تنفس بعمق وهو يقف للمرة التي فشل في عدها و هو يحاول إقناعها بالخروج من المكان و أخيرا نجح و خرجا سويا توقف أمام سيارته و قال
هتركبي عربيتك و لا عربيتي
عربيتي
يبقى يلا
كادت أن تتجه نحو سيارتها لكنه قادها نحو سيارته استقلتها وهي تتأفف ابتسم لها وقال بهدوء
العفو
ظل يقود و لا يعرف إلى أين يذهب نظر بجانب عينه وجدها تنشغل في هاتفها أو تتدعي هذا جذبه منها و قام بإغلاقه ثم وضعه أمامه سألته بنبرة مغتاظة
عاوز نتكلم براحتنا من غير أي إزعاج
أنا كدا بابا هايقلق عليا
أنا عرفته إني معاك اظن مافيش داعي للقلق
أنا عاوزة تليفوني لو سمحت
ممكن نهدأ شوية و نبطل عصبية عشان نعرف نتكلم بالعقل
نوح مبقاش فيها عقل ولا قلب خلاص خلصنا هات التليفون
لأ
نوح
قلت لأ وبطلب زن شوية عاوز اركز في السواقة لنتقلب
يكون احسن بردو عشان اخلص من وشك
بعد مرور خمسة عشر دقيقة وصل نوح و ربى لأحد المطاعم الفاخرة كانت تنتقي الطعام الذي تشتهي أما هو كان العڈاب ذاته وهي تضع له الأطعمة استوقفها قائلا
و بعدين بقى اخلص رجلي وجعتني
اعمل لك إيه يعني الأكل كله شكله حلو و الواحد محتار خلاص آخر كلام هاتي رقاق باللحمة وورق عنب
بدأت تضع له الطعام بكميات قليلة وقف ينظر لها ثم يعود ببصره للاطمعة وقال
هو أنت بتقط عي من لحمك ! ما تحطي يا بنتي الأكل زي الناس
على فكرة أنت هتحاسب على الاكل دا كله
إيه دا هو مافيش عروض على الأكل !!
تركت الشوكة و غادرت المكان قبل أن تفقد عقلها
جلست على المقعد و بدأت في تناول وجبتها الخفيفة أما هو عاد وعلى وجهه إبتسامة خفيفة ما إن انتهى من حديثه مع تلك الفتاة غريبة الأطوار على ما يبدو أنه له علاقة قوية بها و إلا لن تعانقه بهذه الطريقة كاد أن يضع الطعام في فمه و لكنه أعاد الشوكة و قال بتساؤل
كانت تلوك لقيماتها بهدوء و هي تنظر إليه أومأت برأسها علامة الإيجاب ثم قالت
أي حد مكانك هيصدق أنا نفسي شكيت في نفسي لولا إني عرضتهم على حد متخصص مكنتش صدقت
ابتسم لها نوح. وقال بنبرة صادقة
أي حد مكاني جايز يصدق لكن الأكيد إن عمري ما اصدق عليك ربع اللي قالوا في حقك و دا مش عشان احسن من صورتي قدامك وابقى الواد الواو اللي محصلتش لأ بس اقسم لك عمري ما هاصدق حرف واحد عليك لأني عارف قذا رة رامي ممكن توصله لفين أنا يا ربى اتعلمت الدرس كويس اوي
حصل حصل بأمارة االي وصلنا له من شوية
اللي وصلنا ده دا يا ربى كان لازم نوصلنا بشكل أو بآخر كان لازم نطلع اللي جوانا و نكشف لبعض اللي في قلوبنا سوا بقى كملنا مكملناش مش مهم المهم نكشف لبعض كل حاجة .
اطلقت ربى زفرة تعبر عن إنهاكها الشديد بسبب ما حدث منذ قليل وهي تتسأل بضجر
نوح أنت عاوز إيه بالظبط أنا تعبت من كتر الكلام اللي لا بيودي ولا بيجيب ف قول عاوز إيه خليني امشي
نظر لها وقال بإبتسامة جانبية
عاوزك تبقي مراتي أم ولادي مش عاوزك بنت عمي و بس يا روبي
ردت على سؤاله بسؤالا آخر وقالت بعناد
و لو قلت لك لأ
من حفك تقولي طبعا لأ و من حقي أأقدم لك كل اللي يجسسك بالأمان ويخليك واثقة فيا عارف إنها مهمة صعبة بس مش مستحيلة
نوح متتعبش نفسك أنت مش ها تتغيير و لا....
قاطعها نوح قبل أن تكمل حديثها وقال برجاء
عشان خاطري يا ربى فرصة واحدة بس طالما الحب موجود إيه اللي هايطلعنا
شكوكك يا نوح دايما متردد وشاكك و
قاطعها نوح بدهشة وذهول شديدان قائلا
أنا شكاكك !!! طب إمتى و لا ازاي !
مش قصدي شكاكك اللي وصلت لك اقصد بتشك في قرارتك خاېفة تاخد القرار وټندم عليه ودا الفرق اللي بيني وبينك يا نوح أنا بداخل في الحاجة اللي قصادي و ما بيهمنيش حاجة ولا حد اهم حاجة اني اجرب
أنا كدا يا ربى بس للأسف في الحب مافيش تجربة لأنك كدا بټأذي قلوب كل ذنبها إنها حبيتك بجد !
دام الصمت لثلاثة دقائق ثم بتر هذا الصمت صوته الحاني وهو يرجوها بنبرة تغلفها الحزن
تعالي ندوس على كل اللي فات و ناخد خطوة جديدة في حياتنا أو تقدري تقولي دي أول خطوة ناخدها بخصوص حياتنا يا ربى
نظرت له و بداخلها تساؤلات عدة تود أن تسألها له
تنهدت بعمق ثم قالت بجدية تاركة مشاعرها جنبا
تمام يا نوح أنا موافقة ندي لبعض فرصة وناخد خطوة أنا اجلتها من زمان عشان مش عاوزها اخسرها بتسرعنا بس خلينا نتفائل خير ونقول إن دي فرصة جديدة
تابعت بتحذير قائلة
بس مافيش أي خطوة رسمي هاتم غير لما نكون اتأكدنا من مشاعرنا يعني الموضوع هيمشي عادي جدا لحد ما نشوف هايحصل إيه في اللي جاي
رد نوح باسما و هو يقول بإبتسامة واسعة كشفت عن نواجزه
كل خير إن شاء الله .
في شقة مالك و تحديدا في غرفة بيجاد كان نائما لم يشعر بدخول والدته جلست على حافة الفراش إيقاظته وهي تقول بنبرة غاضبة حاولت التحكم في ارتفاعها
بيجاد بيجاد
رد بيجاد بصوت شبه نائم وهو يشيح بوجهه للجهة الأخرى قائلا
إيه يا ماما عاوز انام
قوم كلمني قوم
لو بتسألي عن نوح مش عارف هو فين ولو بتسألي عن ملك مع جوزها عند الدكتور أما بقى لو بتسألي عن بابا فهو كان نايم من شوية سبيني نايم بقى أنا كمان
نظرت حولها باحثة عن شئ يوقظه لم تجد سوى كوبا من الماء قبضت على الكوب ثم قام بالقائه على وجهه و قالت پغضب جم
قوم فز كدا كلمني وعرفني يعني إيه 150 الف جنيه يتسحبوا من حسابك في البنك وراحوا فين اصلا !
شهق بيجاد وهو يعتدل من نومته كمن يصارع المۏت رد بنبرة مخټنقة وقال
إيه دا يا ماما دا يا ماما !! في حد يصحى حد كدا
إيه دا أنت فين فلوسك و صرفتها على إيه !
رد بيجاد بصوت مخټنق وهو يدلك عيناه
بابا سحبهم امبارح من حسابي
سألته بنبرة متعجبة وقالت
و يسحبهم ليه من حسابك