درب المتمرد من الفصل السابع للفصل الثاني عشر للكاتبة هدى زايد

سقط أرضا فاقدا للوعي 
داخل منزل الحج فوزي الحكيمي والد نوال
كانت جالسة مع أختها عن متابعة الحمل وتعليمات الطبيب الذي أكتشفت بمحض الصدفة أنه هو ذاته يونس المحمدي ذاك الشاب الذي وقعت في غرامه من اللحظة الأولى آآه لو يعلم مالذي فعله بها حين نظر لها وهو يعرض عليها المئتين جنيها لو كان عرض عليها الزواج لرقصت في الحال لكنها نوال على كل حال الفقر و قلة الحيلة رفاق حياتها البائسة كانت تلوك العلكة يمينا ويسارا و هي 
تتبادل مع اختها أطراف الحديث و عندما جاء أخيها البكر حسام غيرت مجرى الحديث تماما جلس حدائها متسائلا بنبرة مغتاظة وهو يغلق أزرار منامته 
عاوزة إيه يا نوال أنت مش بتشتغلي ومعاكي فلوس على قلبك قد كدا ! 
مين يا حبيبي دي اللي معاها فلوس دا معرفش شكلها من يوم ما اتولدت أنا فاكرة إن آخر مرة مسكت فيها فلوس يوم ما كنت في اللفة وكانت أمك تاخدها مني عشان تسد الديون اللي عليها 
وانا مالي بمشاكلك مع أمي ماتروحي تاخدي منها. 
اخس عليك يا حسام دا أنت اخويا الكبير اللي هايسلمني لجوزي قرة عيني بس أنت قول يارب
رفع حسام كفيه وقال بإبتسامة واسعة قائلا
يارب ياختي يجي قرة عينك دا قبل ما اق لعك أنا عينك عن قريب وبعدين هايجي ازاي وأنت دايرة ترازي في خلق الله يا بت ادي الناس فرص تقرب منك بدل ما أنت فاتح صوتك عليهم كدا فاكرة آخر عريس اتقدم لك عملتي في إيه  
لا مش فاكرة 
افكرك أنا ياختي فاكرة لما ډخلتي وقدمتي له القهوة فيها ملح
ردت ضاحكة أخته شادية قائلة
ايوة يا حسام ماهو دا زي ما الاتراك مابيعملوا 
واحنا مالنا ومالهم اهو سابها وخلع وقال دي بطفشني 
طب ماهو ماكدبش أنا كنت فعلا بطفشه
ضحك ثلاثتهما على رد نوال تابعت بجدية مصطنعة قائلة
وبعدين سيبك من العرسان وخلينا في حوارنا 
حوار إيه ! 
أنت دلوقت مش قلت لي لو غسلت لك القميص وكويته هاتجيب لي حاجة حلوة 
اه 
طب فين هي ! 
ماهو أنا ملقتش احلى مني فجبت لك نفسي وجيت قومي بقى اعملي لي كوبية شاي
يا حسام يا حسام خد تعال
أردف والد حسام بصوت عال سرعان ما ارتدء 
نعليه متجها حيث الردهة جلس على المقعد 
مقابلة أبيه بينما وقفتا ابنتيه أشار ل شادية قائلا 
هاتي لي الجلبية بسرعة يا شادية يا بنتي 
حاضر
وقبل أن تذهب استوقفتها نوال قائلة 
اقعدي أنت تعبانة
سرعان ما ماعادت سريعا لتعرف ما حدث حين قال أبيها
البس بسرعة 
ليه يا بابا ! 
عابد المحمدي 
ماله ! 
وقع من طوله في البيت واتنقل للمستشفى وبيقوله
ردت نوال بنبرة مرتفعة قائلة 
ماټ !! 
لا لسه بس بيقوله مش نافع وحالته حرجة
لا حول ولا قوة إلا بالله دا أمه هتزعل عليه اوي !!
أردفت نوال عبارتها بنبرة متعاطفة بينما نظر والدها لها وقبل أن يسألها سبقه ولده قائلا 
و أنت تعرفي أمه منين ! 
ردت نوال بحزن
دي جت لي مرتين التأمينات يجي من شهر ونص كدا مرة مع الدكتور يونس حفيدها والتانية مع ابنها مالك عشان تجدد الفيزا و عرفت إنهم جيرانا .
وقف حسام عن مقعده وقال سريعا قبل أن يلج غرفته 
انا هغير هدومي على طول نوال حضري لي بسرعة فنجان قهوة عشان افوق 
حاضر
نظر والد حسام لزوجته وقال بهدوء
تروحي لست أم عابد وتاخدي بخاطرها وتيجي على طول 
حاضر يا حج
ردت نوال بتردد خوفا من رفض أبيها حين قالت  
بقلك إيه يا بابا بما إن ماما رايحة خليني اروح معاها أنا اعرف ستي وهي عارفة أمي يعني أكيد هتاخد على خاطرها لو مرحتش
سكت مليا ثم قال بجدية محذرا إياها 
مافيش مشاكل بس بلاش ضحك وهزار الناس مش فايقة لكلامك وهزارك 
لالا متقلقش مش هعمل حاجة
خرج حسام من الغرفة وقال 
أنا جاهز ياحج هنزل اسخن العربية على ما تجهز .
أمام شقة الجدة ولاء كانت تقف نوال ووالدتها حائرتان عن أي شقة يجب أن تطرق قررت أن تقرع ناقوس و تعرف بعد ذلك لمن هذه الشقة 
فتحت لها سيدرا أشارت بيدها للداخل قائلة بترحاب 
اتفضلوا اتفضلوا تيتا بتصلي
جلستا على المقاعد المجاورة لأريكة الجدة حتى تنتهي من الصلاة نظرت لهما سيدرا
قائلة
تشربوا إيه
ردت نوال بإبتسامة خفيفة قائلة
ولا أي حاجة ارتاحي احنا شوية وماشين
بدأتا التعارف على بعضهما البعض هبط 
طلال على سلالم الدرج بهدوء ولج القى التحية ثم حدث جدته بنبرة حانية 
أنا رايح أنا ويونس المستشفى عاوزة حاجة
ردت بنبرة متحشرجة إثر البكاء قائلة 
اجاي معاكم
طبع على جبينها قبلة حانية قائلا 
خليكي هتروحي تعملي إيه بس هو في الرعاية ومبيدخلوش حد
صدح رنين هاتف دس يده في جيبه ليخرجه 
وجد بن عمه يتصل به قام بالرد عليه قائلا