درب المتمرد من الفصل السابع للفصل الثاني عشر للكاتبة هدى زايد

انزل يا ابني أنا عند تيتا سلام
ما هي إلا ثوان و هبط يونس القى التحية 
وهو يحاول أن يسيطر على عقله الذي كاد أن يجن جلس حذاء جدته و قال باسما  
عندي ليكي خبر هيفرح قلبك يا لولو
ردت بلهفة قائلة
عابد ابني بقى كويس !
ابتسم لها قائلا 
جدو عابد فاق
سألته بسعادة قائلة 
بجد صحيح !
أجابها بنبرة صادقة 
اه والله لسه بابا مكلمني وقالي افرحك هو بس لسه تعبان شوية بس دا طبيعي بعد اللي حصله يعني ب ...
ردت والدة نوال قائلة بإبتسامة بشوشة
ډخلتنا عليكم كانت وش الخير نمشي بقى ونيجي لما الحج ينور بيته بالسلامة
تعلقت أعين يونس على تلك الماثلة أمامه 
التي صافحت الجميع عدا هو وطلال لو تنتظر والدتها لدقائق معدودة انقطع فجأة التيار الكهر بائي عن المنزل وحل الظلام محل النور ضحك الجميع على كلمات نوال كادت أن تضئ الكشاف بالهاتف لكنه فصل للتو وقف طلال و قال بعفوية 
اتفضلوا هوصل...
هوى على المقعد و سبقه يونس قائلا 
خليك مع أختك وتيتا
كانت والدتها تسير بهدوء خوفا من السقوط 
اعتذرت له قائلة
معلش يا ابني أنا ست كبيرة وخاېفة اقع
رد يونس بعفوية 
ولا يهمك يا ماما
في هذا الوقت كانت نوال تسير في صمت تام لكن الإبتسامة كانت الشئ الوحيد الذي تفعله منذ إنقطاع التيار الكهربائي وحتى خروجهما من المنزل.
وقفتا أمام المنزل نظر يونس في جيب حلته ولم يجد المفاتيح ابتسم وقال
هاطلع اجيب المفاتيح عشان اوصلكم
ردت والدة نوال قائلة 
ولا تتعب نفسك احنا بيتنا قريب 
طب هوقف لكم تاكسي لو مش حابين تركبوا 
معايا
ردت والدة نوال ضاحكة
والله ما تتعب نفسك بص كدا على العمارة اللي في آخر الشارع دي ! 
دي عمارة تيتا 
اهو احنا واخدين شقة في الدور التاسع
ردت نوال لتعلن عن وجودها ولأول مرة مازحة
ما تكلم الحجة في الروقان كدا تخلي عم عبده يسيب الأسانسير نطلع في براحتنا الواحد رجله وجعته من الطلوع على السلم 
عيوني ليكي يا استاذة نوال أنت تؤمري 
تسلم عينك يارب ي...
قاطعتها والدتها قائلة بجدية 
عطلناك ياخويا معلش اطلع لهم سلام عليكم
سارتا جنبا إلى جنب ووالدتها تتوعد لها بالضړب المپرح قائلة 
إيه قلة الأدب دي يا بت ! 
إيه يا ماما عملت إيه يعني !!
واقفة تهزري مع الراجل وأنا واقفة اومال لو مش واقفة كنتي عملتي إيه !! 
ماما أنت كبرتي الموضوع ليه أنا كنت بهزر
دفعتها والدتها داخل البناية عنوة و هي تقول بنبرة صارمة 
اتلمي وبطلي قلة أدب على آخر الزمن هنهزر مع الشباب كمان !! لأخر مرة اشوفك بتتكلمي كدا أنت مش صغيرة أنت اللي زيك فاتح بيت ومعاه عيال
ختمت حديثها قائلة  
انجري يلا قدامي
اللهم لك صمت وعلى رزقك افطرت وعليك توكلت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله
أردفت فريدة ابنة شاهين وشقيقة دعائها بعد أن سمعت آذان المغرب ارتشفت قليلا من العصير الطازج ثم وضعته على سطح الطاولة المستديرة كانت في انتظار رجل الأعمال الشهير فياض الورداني والذي تأخر عن الموعد المحدد بينهما جلست داخل غرفة الاجتماعات في انتظار أي شخص يخبرها بأنه سيأتي أم لا مرت دقيقة ثم دقيقتين حتى مر خمسة عشر دقيق ولم يأتي أحدهم كادت أن تغادر لكنه دخل في اللحظة الأخيرة قائلا بغطرسة 
الجد محسن الورداني 
آنسة فريدة معاكي خمس دقايق بس واسيبك وامشي لضيق وقتي
لم يعجبها الأمر من البداية قررت التحمل كما اعتادت من الشخصيات المړيضة بالغرور والتكبر 
تجاهلت نبرته تلك وهي تقول بهدوء
فياض بيه أنا مش هاخد من وقت حضرت...
قاطعها مصححا اسمه وهو يسير بالمقعد ذو العجلات المتحركة متجها حيث حاسوبه النقال
يوسف اسمي يوسف فياض دا والدي
نظر لها بملامح جامدة وإبتسامة بالكاد ترتسم على شفتاه الغليظتان فتحت الملف ثم بدأت في عرض كشف الأسماء عليه قائلة 
دي اسماء الأطفال اللي محتاجين عمليات ودول اللي محتاجين لبس بمناسبة يوم اليتيم ودي حفل...
على الرغم أنها ليست مرتها الأولى في التعامل مع شخصيات كهذه إلا إنها الأولى من نوعها في درجة الاستفزاز لملمت الاوراق وقالت بعتذار 
واضح إن حضرتك مش فاضي لي أصلا عموما آسفة لوقتك اللي ضيعته
وقبل أن تفتح باب غرفة الإجتماعات استوقفها قائلا 
امتى حفلة يوم اليتيم يا آنسة فريدة !
مطت شفتاها بإعجاب شديد لحاستي السمع و التركيز كان يدون على حاسوبه النقال وفي نفس الوقت مستمع جيد لها كادت أن تغادر المكان لكن فرحة الأطفال جعلتها تدعس على كبريائها وتعود 
وهي تقول بإبتسامة بشوشة 
هنعمل يوم الجمعة بإذن الله و ياريت تكون حضرت...
رد بإشارة من سبابته قائلا
اسمعيني كويس أنا مش فاضي للعته دا ومش حابب أشارك بس لأنك اخدتي من وقتي أكتر من اللازم ولأن متوصي عليكي من بابا قررت اوافق واشترك جو بقى لازم تكون معانا وتشارك الاطفال فرحتها والكلمتين