درب المتمرد من الفصل السابع للفصل الثاني عشر للكاتبة هدى زايد

البايخين دول بتوع كل جمعية خيرية أنا مبحبوش فهمتي !
ابتسمت له و هي تومئ برأسها علامة الإيجاب وقفت عن مقعدها للمرة الثانية في محاولة منها لتقليد نفس نبرته وحركاته قائلة 
اسمعني كويس لأنك اخدت من وقتي أكتر من اللازم ولأن اصحابي اجبروني اتعامل معاك قررت ارفض عرضك جو بقى إنك متحكم في رزق حد ولا بإيدك تدي مين ومين دا هو الكلام البايخ بتاع كل رجل اعمال شايف نفسه على الفقرا و أنا مبحبوش فهمت !
كادت أن تغادر فريدة لكنه استوقفها قائلا 
طولة لسانك دي مش حلوة و معجبتنيش المفروض إنك محتاجة لي
تابع حديثه وهو يسحب المعقد ذو العجلات المتحركة في حركة مباغتة منه شهقت ما إن وجدت نفسها مقابلته حد الالتصاق وهو يقول 
يعني تتحايل عليا وتترجيني وأنا اشوف ارضى ولا ل....
لم يكمل حديثه بسبب ذلك الكأس الذي ارضطدم رأسه وسقط متهشما ابتعدت عنه فجأة كاد أن يقف لكنها ركلته لتفلت باطن قدمها أسفل باطنه 
كتم تأواهته وهو يهوي على المقعد بالآم مكتوم 
ووجه منتفخ حد الإنف جار غادرت فريدة المكتب دون أي ردة فعل أخرى رفعت ذقنها بشموخ ما إن سألتها مساعدته الخاصة بسماجة 
ولم ترد على سؤالها ولجت المكتب لتجد سيدها 
يتألم إثر ضړبتها القوية أشار بسبابته نحو باب المكتب قائلا بنبرة متعبة 
هاتي لي تاريخ الحيو انة دي .
داخل المشفى 
كان حسام ووالده يقفان مع عائلة المحمدي يتبادلون أطراف الحديث حول حالة عابد الصحية 
صدح رنين هاتف العم فوزي والد نوال دس يده في جيب جلبابه الأبيض ليخرج الهاتف وجد المتصل ابنته ضغط على زر الإجابة وقال 
ايوة يا نوال ! خير اه جنبي اهو
نظر لابنه وقال بتساؤل
هو تليفونك مقفول ! 
لا بس تلاقي الشبكة
تابع والده محدثا ابنته قائلا 
طب خلاص هقوله يابت خلاص قلت لك طب خدي كلمي أنت
نظر العم فوزي ل مالك وقال بعفوية  
بيجي لها جنان لما تليفون حد مننا يتقفل لحظة
ابتسم له وقال بنبرة هادئة 
هي البنات كدا يا حج فوزي حنينة ربنا يحفظها لك وتفرح بيها عن قريب
رد والد نوال قائلا
مبقاش غيرها اللي فاضل حسام خلاص شهرين ويتجوز وهي بيجي لها عرسان ياما وكل اللي عليها دا قصير دا طويلة دا اقرع مش عاوزاه يابابا مش عاوزاه يا بابا
ختم حديثه قائلا 
بيني وبينك هي آخر العنقود وعاملة للبيت حس 
وشايلني وشايلة امها وماسك فيها يمكن أكتر ما هي ماسكة فيها والله
أضاف بجدية قائلا
مش عشان بتخدمني أنا وامها ابدا والله بس البت دي مرزقة وفيها حنية تكفي بلد وتفيض بتفكرني بأمي الله يرحمها
وقف عن المقعد وقال بجدية مصطنعة 
وجعت لكم دماغكم بكلامي عن بنتي ونسيت انكم تعبانين وقلقانين على الدكتور عابد إن شاء الله خير وربنا يتمم شفاه على خير
رد يونس قائلا بإبتسامة واسعة وهو يصافحه 
بنا يحفظهالك وتفرح بيها وبعيالها وعيال عيلها
رد والدها ضاحكا 
طب قول بيها اه كمان هعيش لحد عيال عيلها !! دا أنا طمعان في كرم ربنا اوصلها بإيدي لعريسها ومش عاوز حاجة تاني والله من الدنيا .
غادر أخيرا بعد أن صافح الجميع جلس
يونس و طلال يتبادلون أطراف الحديث حتى 
قال جدهم مالك بنبرة منهكة
أنا هطلع اشوف عابد وهروح عشان ارتاح شوية احسن تعبت اوي النهاردا 
اوصلك يا جدو ! 
لا يا يونس خليك أنا هاخد تاكسي بلغوني الأخبار أول بأول ها 
حاضر
داخل الرعاية المشدة 
جلس على المقعد حذاء أخيه يستمع لحديثه الضعيف إثر تعبه وهو يقول 
خلي بالك أمك قل لها عابد بيحبك و خلي من ولادي ومن ...
قاطعه مالك قائلا بنبرة ساخرة 
ياخويا هو أنا قادر اخلي بالي من نفسي قوم أنت وخلي بالك أنت زي ما بتعمل
بلع عابد لعابه وقال بصوت ضعيف 
لو صبا عاوزة ترجع رجعها بس بعد ما تشد على جوزها متخربش البيت يا مالك عقلها بكلمتين
وقف مالك متحاملا على نفسه و قال بجدية مصطنعة
أنا هقوم من قدامك احسن لو قعدت من كدا هتوصيني على مصر وأنا محتاج ياخد باله مني
سار بخطوات بسيطة رغم تعبه يحاول التماسك 
حتى خروجه من الغرفة وقف على باب الحجرة وعلى ثغره إبتسامة خفيفة بادله أخيه ذات الإبتسامة ما إن خرج من الغرفة سار خطوة الثانية وقبل أن يخطو الثالثة سقط أرضا هرول نحوه أحفاده هدر يونس بصوت عال وهو يحاول إفاقته 
هاتوا دكتور بسرعة
تابع بنبرة متوترة قائلا 
جدو جدو
أتى الطبيب مسرعا بدأ في الكشف عليه بفتح عيناه و قياس النبض هتف للممرضة بأن تأتي بالمساعدة تم نقله لإحدى الغرف وبدأ عمل اللازم له .
في منزل المحمدي
قفز كلا من نوح و بيجاد على سلالم الدرج 
حاول أحد فهم ما يحدث لكن لم يرد عليهم أحد 
خرجت الجدة ودموعها تنساب على خديها 
لم يخبرها أحد لكن قلبها يحدثها بأن ولدها مالك به شئ عاد