نوفيلا رُسُل من الفصل الأول للفصل الأخير للكاتبة هدى زايد
حتى جعل وجهه مقابل باب المصعد كان يشعربالتوتر الشديد يكاد أن يختنق من هذا الحصار هو وفتاه في مكان مغلق حاول أن يخفف التوتر بأن يذكر اسم الله حتى يتوقف المصعد وصل أخيرا إلى الدور الأرضي لو كان يحق له أن يركض تجاه الجمع العائلي لفعلها ولكنه حاول أن يتظاهر بالهدوء دائما يتعامل مع النساء بحذر شديد ولكن هذه الفتاه ستفقده جزء من عقله تتعامل معه وكأنه تعرفه منذ زمن بعيد .
التفوا جميعا حول المائدة تناولوا وجبة الغداء وهم يتحدثون عن حياتهم المرفهه كانت تبتسم على حالها وسط هذه العائلة التي تتحدث عن الماركات العالميه وأسعارها الباهظه كأنها في متناول الفقراء كانت تتابع هذه الماركات وتتمنى يوما أن تقتني منها شيئا بينما هم يتحدثوا عنها بأنهم أبزر المتابعين لهم من خلال صفحاتهم الالكترونيه سألتها شقيقتها بفضول
أجابتها بحزن بعد أن تركت الملعقه من يدها
أنا فتحت عينا على الدنيا لقيت نفسي عايشه حياة مش حياتي مع ناس مش ناسي حاولت اتأقلم واعيش اتعلمت وأخدت الدبلوم الفني بعدها عملت معادلة نجحت فيها وقبل ما ادخل الكليه بيوم واحد جه جوز ماما وقال لي مافيش تعليم
سألها جدها بدهشه قائلا
ازاي دا إذا كان أنت اللي قلت مش عاوزة اتعلم
اجابته پقهر
عاوزني اكتب لك إيه يا جدو اكتب لك إن جوز ماما حلف عليها بالطلاق لو أنا كملت تعليم ماهقعد في البيت وكل دا ليه عشان عرف إن مش ناوية اشارك بالمبلغ اللي بعته واخلي للجامعه ومصاريفها
طب وأنت ليه ماجتيش هنا بيت أبوك كان أوله بيك
نظرت رسل لوالدها وقالت بحزن وغصه مررت حلقها
أصل أنا المنجم اللي بيجيب الدهب وفي الوقت دا ماما كانت تعبانه قررت إن افضل واصرف على علاجها من المصروف بتاعي
رد ساجد بتعاطف قائلا
ربنا هيجازك خير متزعليش ولو على التعليم أنا مستعد اساعدك تكملي تعليمك
ردت بلامبالاة قائله
أنا مبفكرش في التعليم حاليا وبيني وبينك أنا كدا مرتاحه أصله هيعمل لي إيه
رد يامن شقيقها من الأب قائلا
التعليم هو مستقبلك وهو هينفعك
ردت بسخرية
بدأ الحديث يتأخذ منحدر آخر والتوتر يسود الجلسه العائلية الجميله في نظر الجد قاطعها قائلا بجدية مصطنعه
سيبكم من اللي فات وخلينا في اللي جاي وهو أحسن بإذن الله قل لي يا رسلان ناوي تسافر تاني
رد بهدوء كعادته
لأ يا جدو هستقي هستقر بإذن الله بفكي بفكر أعمل مشي وع مشروع على قدي
سألته رسل بحماس
هو إنت كنت مسافر فين وناوي تعمل مشروع إيه .
أجابها بجدية
كنت مسافي مسافر الكويت وبفكي بفكر أعمل شي كه شركة أنا وصحابي للسياحه
الشړاكه بتزعل مهما كنتوا اصحاب أنا من رأي تفتح مكتب خاص بيك هو في الأول أكيد هيبقى صغير بس مع الوقت هيكبر ويبقى بتاعك لكن شريك فكرة مش حلوة
رد الجد بإعجاب قائلا
أنا كمان رأي من رأي رسل وشوف لو محتاج فلوس أو دعم بأي شكل وأنا معاك
معلش يا جدو أنا حابب ابدء لوحدي بفلوسي مش هقدي هقدر اخد فلوس من حضي تك حضرتك
طال الحديث وانتهى على خير أمر الجد بأن تصعد
مددت جسدها على الأرض وأرخت جفنيها حتى غلبها النعاس فتح رسلان باب شقه الجد بعد أن عاد مع جده من صلاة الفجر وضع قدم وقبل أن يضع الأخرى سقط فوقها بينما هي انتفضت وكأنها لدغة للتو تأواهت إثر وقوع جسده نهض بسرعه وهو يستغفر ربه ويتوب إليه أتت الجدة وزوجها بخطوات بسيطة ولكنها سريعه بالنسبه لعمرهم سأل الجد بفزع
في إيه يا ولاد إيه اللي حصل
ردت رسل بتأواه وحزن مصطنع
رسلان وقع عليا جامد ورجلي وجعتني شكلها اتكسرت
رد بسرعه قائلا
والله ماشفتها النوي النور كان مطفي وماشفتش حاجه
قالت بغيظ
يعني إنت طول النهار حاطط عينك في الأرض تيجي دلوقتي وترفع وماتشوفش اللي تحت رجلك
أنا بحط ي اسيراسي لما تكون في ستات
قاطعته