السبت 23 نوفمبر 2024

اوتار الفؤاد أوس للكاتبة منال سالم

انت في الصفحة 10 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

أخرى تتمدد على الفراش المقابل تحركت حدقتاها معها والفضول ېقتلها لتعرف مصيرها لذا صاحت بنفاذ صبر
ردي عليا أنا حصلي إيه
ڼهرتها إحدى المريضات التي سئمت من صړاخها هاتفة
ما كفاية دوشة بقى صدعتينا! احنا مش ناقصين خوتة كفاية القرف اللي احنا فيه
حركت هالة رأسها في اتجاه صاحبة الصوت القاسې فرأت امرأة متجهمة الوجه غليظة الطباع ملامحها توحي بالعڼف واستعدادها لفعل ذلك ملموس بشكل كبير ابتلعت ريقها في حلقها الجاف وردت مدافعة عن نفسها بتلعثم
أنا بسأل عن اللي جرالي غلطت في إيه يعني
لوحت بذراعها مهاجمة إياها باستهزاء
ما إنتي زي الجن أهوو غيرش بس شوية الشاش على إيديكي دول
بالرغم من وقاحة ردها الفظ إلا أنها شعرت بالارتياح لكون وجهها بخير رمقت تلك المړيضة بنظرة خاطفة من طرف عينها ثم أخفضت رأسها لتتأمل يديها من جديد أنت بخفوت من الوخزة الحادة التي أصابتها وهي تقلب كفيها مما أعاد القلق سريعا لها احتارت هالة في أمرها ودار برأسها الكثير من الهواجس انتشلها من تفكيرها الموسوس الأصوات المألوفة لوالدتها وأختها تعلقت عيناها على الفور بوجهيهما وتبدلت قسماتها المشدودة بتعبيرات ارتياحية لوجودهما حاولت أن ترفع جسدها على الوسادة القديمة لتعتدل في نومتها تأثرت لحضورهما فامتلأت عيناها بالعبرات دنت منها بطة بخطوات متعجلة واحتضنتها بتلهف ثم قبلت إياها من أعلى رأسها وهي تقول لها
حبيبتي يا هالة شدة وتزول إن شاء الله
ضمتها أختها بحذر لتتجنب الألم المباغت الذي يصيبها كلما حركت كفيها ردت عليها بابتسامة متفائلة
كويس إنكو جيتوا

شوفتوا منسي البلطجي استقصدني وكان عاوز ي...
قاطعتها وهي تمسح على وجنتها برفق
عرفنا كل حاجة داهية تاخده مطرح ما هو قاعد ولاد الحلال ودوه القسم وهياخد جزاته
بكت قائلة بحړقة
منه لله أنا معملتلوش حاجة عشان يبهدلني كده
ردت مواسية بلطافة
قدر ولطف يا حبيبتي الحمدلله إنها جت على أد كده
كانت هالة متلهفة لحضن والدتها تشتاق إلى ضمتها الحنون لكن لم تمنحها الأخيرة أبسط أمنياتها جلست بازدراء على طرف الفراش تجوب بنظرات ممتعضة ووجه متأفف المكان المحيط بها إلى أن توقفت عيناها أخيرا على ابنتها أغفلت عن نظراتها المتعطشة لها لتعطيها فقط نظرة ساخطة نفخت قائلة بتذمر وهي تشيح بعينيها بعيدا عنها
ماتفرحيش أوي ياختي محدش عارف مستخبيلنا إيه تاني
عاتبتها بطة بنظراتها المحذرة وهي ترد
استبشري خير يامه هالة قدامك أهي بخير وزي الفل
مصمصت شفتيها بحركة مستنكرة ثم استندت بطرف ذقنها على مرفقها لتضيف بتبرم
الله أعلم إن كانت كده ولا هنلاقي بلاوي سودة تانية
نكست هالة رأسها خجلا من تلميحها الغامض والذي يشير بدرجة كبيرة إلى مصائب أخرى قادمة كم تمنت في نفسها لو لامست فيها عطفا أموميا غزيريا يشعرها بأنها تخاف عليها حقا خاب رجاؤها وانطفأت نظراتها مع تجاهلها وجفائها القاسې صاحت والدتها عاليا
فين الضاكتور اللي هنا يجي يقولنا هتفضل هنا ولا هتمشي من المخروبة دي
انعقد حاجبا بطة بغيظ من تنمرها الزائد وردت عليها
مش نطمن عليها يامه الحمدلله وشها بخير ومجرالوش حاجة
أشارت أمها بعينيها الحانقتين إليها قائلة لها
هيبان لما تشيل الشاش ده اللي حطاه في كل حتة
ڼهرتها بلطف وهي تكز على أسنانها
مش وقته يامه
أصابتها رجفة خفية من جملتها المربكة لذا نظرت هالة إلى أختها بعدم فهم متسائلة
هي بتكلم عن إيه
أحست بطة بالمخاۏف التي اعترت أختها فعمدت إلى إلهائها عن التفكير في ذلك راسمة ابتسامة زائفة على محياها وهي تقول لها
متخديش في بالك بكرة تروقي وتبقي كويسة المهم عندنا إنك معانا وربنا نجاكي من شره
هزت هالة رأسها باقتناع وهي تتصنع الابتسام أيضا لتعاود التحديق في وجه والدتها جامد التعبيرات بعينين حزينتين شعرت بطة بما يجيش في صدر أختها من مشاعر مقهورة فهي مثلها اختبرت جفائها في أصعب المواقف وأشرسها وتعرف جيدا معنى أن تكون الأم متحجرة القلب وقاسېة في مشاعرها.
انتهى النادل من وضع فنجان القهوة أمام الرجل الوقور بعد أن قدم لمضيفته قهوتها السادة تأكد من إتمام عمله على أكمل وجه واضعا تلك البسمة الروتينية على محياه قبل يحني رأسه قليلا للأسفل ثم استدار مبتعدا عنهما ليشرع الاثنان في استكمال حديثهما الجاد جلست رغد بأريحية على مقعدها مركزة عينيها على وجهه ذو الملامح الخبيثة والتعبيرات الماكرة استطردت قائلة ونظراتها بالكامل مسلطة عليه
بابا قالي إنك تعرف كل حاجة عن عمي مهاب
ابتلع المحامي نصيف ما ارتشفه في جوفه ليسند فنجانه أمامه تنحنح مستهلا جملته بهدوء حذر
الله يرحمه د. مهاب كان غالي عندي أوي
كانت مدركة أنه يتحاذق عليها فجارته في حزنه الزائف قائلة
أكيد
توقفت للحظة عن الحديث لتضيف بنبرة غامضة
بس مش أغلى من شيك على بياض تحط فيه الرقم اللي إنت عاوزه
ضاقت نظرات نصيف متسائلا
تقصدي إيه بالظبط
استقامت رغد في جلستها وبدت أكثر جدية عن ذي قبل لتجيبه بثبات
مصلحتك ومصلحتي!
ثم مدت يدها نحو حقيبة يدها الصغيرة لتخرج منها ورقة صغيرة مطوية ظلت عيناها موجهة نحوه وهي تمرر الورقة بين إصبعيها لتعطيها له تصنعت الابتسام داعية
10  11 

انت في الصفحة 10 من 58 صفحات