الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية بقلم فاطمة مصطفى و ايمان جلال

انت في الصفحة 8 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

 


هامسة باعتذار
هي ۏجعتك أنا أسفة جدا مكنش قصدي والله بس إنت الي استفزتني.
ضحك بخفة على قلقها ليمسك بيدها ثم انحني يلثم كفها بلطف قائلا وعينيه مثبتة على خاصتها
على قلبي زي العسل.
سحبت رحمة يدها في خجل وقد توردت وجنتيها بحمرة لطيفة أسرته حقا لتحاول تغير مجرى الحديث وهي تتسائل في توتر حاولت ألا تظهره

بس إنت بردوا مقولتليش ليه خبيت عليا وكنت هتجنني بتصرفاتك
زفر خالد في هدوء قد تحلى به في نبرة إجابته وقد تقبل تغيرها لمجرى الحديث
الصراحة هما سببين الأول إني كنت متضايق منك أوي يعني شهرين بيضايقك وجاية تقوليلي دلوقتي بعد ما المشكلة بقيت أكبر.
تحدثت هي سريعا تدافع عن نفسها
أنا مكنتش عاوزة أضايقك خصوصا إن الموضوع مكنش كبير أوي بس لما الأمر زاد عن حده قولتلك أنا أسفة بجد.
عاود الإبتسام وهو يقول في هدوء
هعديهالك المرة دي بس توعديني إنك مش هتخبي حاجة عني تاني.
أجابت رحمة سريعا
اوعدك.
صمتت لبرهة وكأنها تذكرت شيئا لتتسائل من جديد
طيب والسبب التاني
تثائب خالد في إرهاق ورغبة شديدة في النوم قد بدأت تغزوه أكثر ليتحدث بصوت أظهر ما بداخله
لا السبب الثاني هتعرفيه بكرا علشان كدة كنت بقولك لو كنتي صبرتي يوم كمان كنتي هتعرفي.
_ واشمعنا بكرا....!!
مزاجي كدة ويلا بقى علشان عاوز أنام.
تنحنحت في حرج وهي تقف على قدميها مبتعدة عن مكان نومه ليستلقي فور أن ابعدت كي يريح ذاته من عناء اليوم لتلقي عليه تحية المساء ليرد عليها بأخرى قبل أن تلتفت هي الى الجهة الأخرى تستلقي بجانبه ورغم فضولها الشديد لذلك السبب إلا أنها في قمة سعادتها الآن فلقد أزال الله أكبر الهموم من حياتها وهذا شئ يستحق أن تقيم له إحتفال إلا أنها إكتفت بحمد الله فهو الغني الحميد.
وبعد معاناة مع حماسها استطاعت أخيرا النوم في راحة دون كوابيس لأول مرة منذ عامين.
أخذت نفسا عميقا تحاول به تهدئة ضربات قلبها التي أخذت تدق پعنف عن المعتاد وهي تترجل من السيارة لتقف في مقابل هذا المنزل الذي رفض استقبالها من قبل.
تنقلت بأنظارها بين هؤلاء الأشخاص الذين فور دخولها إلى هذا المكان ولم تتركها أعينهم منبهرين بهذا الغناء الذي بدا عليها وهي التي ذهبت تمسك بحقيبة نصف ممتلئة لتبتلع ما بجوفها بتوتر شديد قد بدا على ملامحها البيضاء لتظهر ما بداخلها بوضوح.
انتفضت بخفة فور أن شعرت بيده التي أمسكت بخاصتها لتلتفت إليه بنظراتها الخائڤة ليطمئنها بنظراته الهادئة وابتسامته الحنونة وهو يجذبها خلفه إلى ذلك البيت الذي أصبحت تبغضه وبشدة سارت معه كالمغيبة وكيف لا وقد تملكتها الدهشة من نظرات الجميع إليها فهي ليست نظرات بغض أو استحقار كنظراتهم لها حين ذهبت بل نظرات غريبة لأول مرة تراها بأعينهم وهذا ما أثار دهشتها.
دلفت معه بخطوات بطيئة لتتوقف حين توقف هو يدق جرس الباب منتظرا خارجه قليلا تشبثت به أكثر محاولة بث الطمأنينة بداخلها لوجوده بجانبها ولكن كل هذا قد ذهب أدراج الرياح فور أن فتح الباب ليطل منه آخر شخص قد تود مواجهته الآن.
زادت من ضغط يدها فوق يده فور أن الټفت إليها هذا الرجل الذي يبدو أنه في نهاية عقده الخامس يطالعها پصدمة قد اعتلت قسمات وجهه الملئ بالتجاعيد بوضوح لتخفض نظرها محاولة كبت دموعها تعد نفسها للاستماع إلى إهانته لها وعتابها عن القدوم إلى هنا بعد ما حدث إلا أنها تفاجأت به يجذبها من بين يدي خالد ليعانقها بحنان واشتياق وهو يهتف بابتسامة واسعة
رحمة وحشتيني أوي يا بنتي.
تجمدت في مكانها وقد شلت الصدمة تفكيرها لتصبح كالدمية التي أصبح يحركها كما يشاء.
أهذا هو نفس الرجل الذي طردها من منزله دون أن يستمع لبكائها أو لتوسلاتها! أهذا هو نفس الرجل الذي غلفت القسۏة قلبه ليرميها خارج منزله! يدعوها بمجلبة العاړ عليهم! لا بالتأكيد ليس هو فهذا الحنان الذي يعانقها به الآن بالتأكيد مزيف لوجود زوجها معها زوجها الذي لا تعرف لم أحضرها إلى هنا أو كيف عرف هذا المكان من الأساس فهي لم تخبره بالعنوان.
كادت أن تبعده هي بنفسها ولكنه أنقذ نفسه حين أبعدها وما زالت الابتسامة تزين ثغره ليتجه نحو الباب يفتحه على مصرعيه وهو يدعوهم للدخول متجها نحو الداخل يزف خبر مجيئهم إلى عائلته بينما أمسك خالد بيد رحمة وهو يجذبها خلفه لكنها توقفت متخشبة في مكانها وقد أبت الدخول إلى هذا المنزل مجددا.
وقد اتضح له هذا من نظراتها النافرة التي لاحظها بعينيها حين الټفت إليها ليقابل ذلك النفور بنظراته المشجعة وهو يحثها بنظراته على الوثوق به واتباعه لتمتثل في النهاية إلى طلبه تخطو داخل هذا المنزل بخطوات بطيئة مترددة بعد عامين من تركه.
جلس كلا منهم في غرفة الصالون التي أعدت جيدا لاستقبالهم بعد ترحاب حار من عائلة هذا الرجل بتلك الغائبة عنهم لتنقل هي أنظارها بينهم بدهشة شديدة وقد أصابها الفضول في معرفة سر هذا التغير الغريب فآخر مرة قد تواجدت هنا تلقت كمية إهانات لم تحصل عليها يوما بسبب ظنهم السوء بها والآن يعاملونها بتلك الطريقة التي لم ترها حتى وهي تعيش معهم في هذا المنزل! حقا هناك سر في هذا الأمر ويجب أن تعرفه.
التفتت نحو خالها المدعو ب محمود ثم تساءلت بجدية مقاطعة حديثهم المرح معهم والذي اندمج به خالد
في إيه يا خالي مالك طريقتك متغيرة ليه عن آخر مرة! مش عوايدك تدخلني بيتك بعد اللي حصل
صمت محمود وهو يخفض نظره إلى الأسفل باحراج منها فهي محقة في أي شيء تفعله معه بعد ما فعله معها.
بينما رمقها خالد بنظرات معاتبة ينهرها عن تلك الطريقة التي تحدثت بها مع خالها ولكنها لم تهتم بها بل صبت كل تركيزها على محمود الذي تحدث بعد فترة صمت قصيرة مخرجا نبرته خاڤتة بها ندم واضح
أنا ظلمتك يا رحمة ظلمتك وافتريت عليك وسيبتك في أكتر وقت كنت محتجاني فيه بس ربنا رجعلك حقك وخدهولك من كل حد ظلمك.
تطلعت إليه بدهشة قد زادت أضعافا بعد ذلك الحديث الذي تفوه به ليكمل هو بنبرة حزينة قد غلفها الندم بعدما لاحظ نظرات التساؤل بعينيها
عم وائل فضل سنة يدور على وائل وبنته بعد ما هربوا مع بعض وفي الآخر بنته هي الي رجعلته بعد ما عرفت حقيقة جوزها ورفعت قضية خلع على وائل فهو مسكتش وجه هنا الحارة وعملها ڤضيحة وقال قدام الناس كلها إنها هربت معاه في ليلة الفرح بس هي مرضيتش ترجعله وعمه بهدله قدمنا وكسب قضية الخلع ومن ساعتها ومشفناش وش وائل ده تاني خالص بس كل الناس عرفت براءتك يا رحمة ومن وقتها وأنا بدور عليك لحد ما الباشمهندس الله يكرمه اتصل علي من يومين وقالي إنكم جاينلي انهارده متصدقيش فرحتي كانت عاملة ازاي لما عرفت إنك اتجوزتي وإن ربنا انتقم من وائل ده.
يا إلهي كم أن الله رحيم بعباده قد عوضها بصديقتها حين بحثت عن السند في المحڼة ثم خالد حينما احتاجت لمن يعوضها عن تلك التجربة الفاشلة والآن صدفة قد جعلت الجميع يعلم ببراءتها حقا إن الله كان كريما جدا معها.
فالحمد لله دائما وأبدا.
ارتسمت ابتسامة بسيطة فوق وجهها فور أن هتفت زوجته وابنتيه بالإعتذارات الكثيرة طامعين في كرمها حتى تسامحهم بينما تحدث خالها باعتذار وهو يخفض نظره بخجل لتلتفت إلى زوجها تأخذ منه المشورة في هذا القرار ليقترب منها هامسا لها بابتسامة بسيطة
المسامح كريم خليك اسم على مسمى يا رحمة.
أومأت له بخفة قبل أن تقف على قدميها لتتجه نحو خالها تجلس بجانبه ثم أمسكت بيده تقبلها باحترام قبل أن ترفع نظرها إليه تحدثه بصدق
وأنا مقدرش أزعل منك يا خالو ده إنت الخير والبركة بردو.
أدمعت عيناه بدموع الندم قبل أن يستقبلها بين أحضانه بحنان قد نافس حنان الأب في مقامه وقد غلفته السعادة بمسامحتها يشكر الله على وجود فتاة كرحمة بحياته.
بينما تنهدت هي بارتياح لكرم الله عليها وحصولها على هذا الحنان الذي اشتاقت إليه كثيرا تاركة الماضي بكل جوارحه خلفها بادئة صفحة بيضاء سيخططها مستقبلها بحروف ذهبية تلمع بسعادتها التي بدأت من هذا اليوم.
مر أسبوعان على تلك الأحداث كانوا من الكهرباء ليضيئه قبل أن يلتفت خلفه بفزع على صوت صړاخ عمر ورحمة اللذان هتفوا بسعادة
كل سنة وإنت طيب.
تنهد خالد بارتياح فور رؤيتهم سالمين أمامه لتنتابه الدهشة فور رؤيته لتلك الطاولة المزينة تعتليها كعكة بالكريمة كما يحبها هو بينما وقف خلفه عمر ورحمة متابعين تقدمه نحوهما بابتسامة واسعة.
توقف أمامهما وهو ينظر إلى كل هذا بدهشة ثم رفع نظره إليهما متسائلا
إيه ده كله! أنا عيد ميلادي لسة بكرا.
ضحكت رحمة بخفة وهي تلتفت نحو عمر الذي طالعها بابتسامة قبل أن يجيب على سؤال والده
الساعة دلوقتي 12 يا بابا واحنا حبينا نكون أول ناس تقولك كل سنة وإنت طيب ثم إن بكرا في بارتي كبيرة وكل عيلتنا معزومين.
رمقهما بعدم تصديق وابتسامة سعيدة تغزو ثغره لتمسك رحمة بالسکين تمدها إليه وهي تحدثه بابتسامة
اتفضل يلا طفي الشمع وقطع التورتة.
تحدث عمر سريعا بعدما أمسك خالد بالسکين
ومتنساش تتمنى أمنية.
أغمض خالد عيناه لثواني قبل أن يفتحهما مخرجا أنفاسه لكي يطفئ كل الشموع التي أشعلتهم رحمة فور إضائته للأنوار.
ليصفق له الاثنين قاضين وقتا ممتعا معا قبل أن يستأذن عمر متجها نحو غرفته لينعم بنوم هادئ بينما اصطحب خالد زوجته إلى غرفتهم التي فور أن أغلقها خلفهم حتى حررت رحمة نفسها من قيد ذلك الروب الذي كانت ترتديه فوق ثياب نومها لتزيحه عنها ملقية إياه فوق الفراش وليتها لم تفعل.
فقد تجمد في مكانه فور أن وقعت عيناه على ذلك الفستان الأحمر الذي كانت ترتديه أسفل الروب والذي يظهر أكثر ما يخفي ليبتلع ما في جوفه بصعوبة محاولا إشاحة نظره عنها ولكنها لم تكن تنوي على خير حينما نادته بصوتها الناعم تجبره على النظر إليها ليتجه نحوها كالمسلوب حتى توقف أمامها
 

 

انت في الصفحة 8 من 9 صفحات