زخات العشق و الهوى للكاتبة هدى زايد من الفصل الثامن عشر لـ الخاتمة
بدورها في مثل هذه الظروف يعلم أنها تراقبه وتعمد عدم النظر إليها حتى تشبع عيناها منه قبل سفره نظر في ساعة معصمه ثم وقف عن المقعد متجها إلى مجلس النسوة بالجانب الآخر بنفس المكان متجها حيث والدته صافح والدة عابد الجالسة جوار ابنتها التي اصطنعت الإنشغال في هاتفها ما إن أتى إليهن تنحنح وقال بهدوء
ماما أنا لازم امشي عشان معاد طيارتي
وصل إلى مسامعها حديثهم لو كان الأمر بيدها لطلبت منه البقاء ولكن خۏفها الشديد مما هو قادم يجعلها تطلب من عقلها التريث قليلا.
تظاهرت بعدم اللامبالاه حتي انتهى من حديثه وغادر المكان ظنت أنه يحدثها ولو قليلا أو يصافحها لكنه غادر دون حديث وكان هذا أصعب لقاء بينهما .
لم يتأثر أحد بمۏتها كانت الحياة تتدور كما هي اجتمع أولادها أخيرا ولأول مرة منذ عدة سنوات مسؤولية ريان ازادات بعد اجتماع العائلة باكملها بينما قرر أدهم التخلي عن كل شئ هدر بصوته وهو يجر أشقائه جرا للخارج بعد أن طالبوا بإرثهم الشرعي حاول عامر احتواء الموقف بعد أن قام ادهم بسكب السولار على جسدها وقبل أن يشعل جسدها احتضنه عامر
طالبا من عدنان مساعدته سقط أدهم فاقدا للوعي .
في مساء ذات اليوم
جلس ريان على رأس المائدة بعد أن التف الجميع لتناول وجبة العشاء نظر لهم ثم نظر لوالددته التي أعطت له الإشارة في بدء الحديث قائلا
رد جاسر وقال
نعم ازاي دا
أنت ياواد أنت لما تتكلم معايا تتكلم بأدب بدل ما اعرفك إيه الأدب ! معاكم سنة تشغلوا فيها الشركة والله عجبكم الشغل وحابين تكملوا معايا يبقى اتفضلوا مش حابين يبقى إنتوا كدا بتتنازلوا عن حقكم
طب أنا دكتور وطول الوقت مسافر افهم ايه أنا في شغل العربيات دا ولا العقارات !
وماله يا دكتور آسر نعمل لك عيادة وتبدأ من الاول
إيه
اللي سمعته عجبك على كدا عجبك مش عجبك مع الف سلامة
دا احتكار بقى
في منزل صدفة
كانت مهدية تحمل بين يدها ملابس مبللة متجهة به نحو الشرفة وجدت بلال ينفث سحابة دخان كثيفة في الهواء الطلق .
ولجت وعلى وجهها إبتسامة جانبية وكأنها سقطت على أهم الأسرار الخاصة به .
بتعمل إيه هنا يا بلال بتشرب سجاير !!
وطي صوتك احسن جدي يسمعك
ولما أنت خاېف منه بتشربها ليه يابرنس
يابت اعدلي نفسك شوية وارمي أم اللبانة دي بقى
سيبك من اللبانة وقل لي هو الواد اللي كان معاك دا مبيجيش ليه
قصدك غفران
ايوة هو دا
عنده دورس وبعدين بتسالي ليه
عشان تلمي لسانك دا وبطلي قلة أدب
طب كتفك كدا شوية يا ابو العيال خليني انشر قمصيك
يخربيت اللبانة على اللي اخترعه واللي بيبعوا
إمتى نحط همومي على همومك وغسلتي تغسل هدومك
الفصل التاسع عشر
كانت تهبط سلاالم الدرج بخطوات ثابتة واثقة ستعود من حيث أتت لن تبقى هنا ليوما آخر لن تتحمل هذا الكم من النفاق عائلة انتزع من قلبها الرحمة .
كان ريان جالسا مع عائلته في بهو الفيلا يتبادل معهم أطراف الحديث جذب نظره وقوفها أمامه محدثة إياه بهدوء محاولة كظم غيظها من تصرفاتهم قائلة
اشوف وشك بخير ريان باشا
طالعها ريان بنظرات متعجبة من جديتها ابتسم بجانب ثغره وقال بهدوء
على فين يا فاطيما يابنتي
هرجع مطرح ماجيت
ليه مش احنا زي أهلك و
لا يا ريان باشا أنا عمري ما شفت حضرتك غير من أسبوع ويارتني ماشفتك
أنا يا بنتي !!
ايوة أنت يا ريان باشا أنت اللي سمحت لابن يضرب امه أنت اللي وافقت انه ميحرش لا جنازة ولا ډفن وكأنها لاحملت ولا تعبت في فوق كل دا عايشين حياتكم وكأن اللي ماټت دي مأكلتش معاكم عيش وملح إنتوا ناس يتخاف منكم اوي أنا استحملتكم بالعافية اسبوع ومش قادرة بجد اشوفكم ببتعاملوا مع مۏت واحدة بمنتهى الجفاء دا وأكل واشرب عادي انا اصلا مخصش حد منكم في حاجة ولا إنتوا كمان تخصوني فياريت تسبني امشي بس قبل ما امشي عرف ادهم بيه إن اللي عمله في امه مش هيروح ابدا وإن داين تدان واه بالنسبة للتحاليل اللي ظهرت واثبتت اني مش بنتكم دي مش مزورة ولا حاجة وأنا اللي صممت اعملها عشان اثبت لكم إنها مظلومة ربنا يبعد عنك الظلم وخليك فاكر يا ريان باشا إن أنا عمري ما هسامح حد فيكم ولا هنسى اللي حصل في الأسبوع
أنت تبان لأي حد راجل عظيم عمرك ماظلمت حد لكن اللي يعاشرك يعرف أنك اكبر ظالم عرفته في حياتي
ابتسم ريان وقبل أن يتحدث عامر مدافعا عن خاله أشار له بظهر يده ليصمت تماما تنحنح ثم قال بهدوء
خلاص خلصتي كل اللي في قلبك
قصدك إيه
قصدي إن كل اللي محتاجه منك خمس دقايق من وقتك ارد على كل اتهاماتك ليا وبعدها احكمي زي ماتحبي
كادت أن تتحدث لكنه قاطعها قائلا بصوته الهادئ ونبرة تملؤها الرجاء
ارجوك يا فاطمة أنت حاملة كتاب الله وعارفة قد إيه سوء الظن وحش وربنا حرمه ف بلاش أنت
تحكمي كدا عليا
جلست على المقعد وجلس مقابلتها ثم قام برفع كفه وبدأ بالعد قائلا
اللي بتقولي عليها مظلومة دي قتل اخويا سړقت فلوسي تعبي وشقاي في غمضة عين ولولا ستر ربنا مكنتش الفلوس رجعت وقعت بيني وبين ابني اللي صلبي وبين ابني أدهم
تابع ريان من بين دموعه التي ترك لها العنان بعد تذكره كل ماحدث دفعة واحدة .
أدهم ابني دا أنا اللي ربيته بين ايديا دول لما كان يتعب كنت بشيله واجري على المستشفى كنت بقعد جنبه بالساعات لما يكون عنده امتحان لما يتعب اتعب أكتر منه ولما يفرح كانت الدنيا كلها ماتسعهاش فرحتي بسبب فرحته أنا حبيت أدهم اكتر من ولادي أنا شفته قبلهم وخد الحنية والحنان والدلع كله مني أنا اللي كبرت وعلمت وقسيت وضحيت عشان يبقى راجل زي ما أنت شايفاه دلوقت
ختم حديثه وهو يبتلع مرارة حلقه وقال بصړاخ مشيرا تجاه ابنه وقال
ابني عدنان دا مخدتش ربع الدلع اللي اخده ادهم بنتي المتجوزة اللي كانت أول فرحتي والوحيدة ماشفتش اللي شافه أدهم ولادي الاتنين في كفة وأدهم في كفة تانية لوحده عارفة ليه
ابتلعت لعابها وقالت بنبرة متحشرجة
ليه !
أجابها بصړاخ وڠضب لم يسيطر عليه وقال
عشان هو حتة من اخويا عشان بشوف اخويا في عشان لما اقف يوم الموقف العظيم اقول لأخويا أنا حافظت على الأمانة اللي أنت سبتها جاية بعد كل دا وتقولي عليا ظالم !!
فرغ فاها لتتحدث لكنه قاطعها كمراته السابقة وقال
ايوة أنا غلطت لما سبت أدهم ضړب أمه بس أنا كنت بحاول استوعب اللي حصل بحاول افهم هو بيقول إيه ولما رجعت لوعي منعته يكمل بس أنا