زخات العشق و الهوى للكاتبة هدى زايد من الفصل الثامن عشر لـ الخاتمة
منكرش اني غلطان بس قولي لي كدا مين فينا مبيغلطش كلنا بشړ والغلط شئ طبيعي وبديهي جدا في حياة كل البشر .
عمي أنا آسفة بس أنا
عارف عاوزة تقولي إيه بس صدقيني يا بنتي لو شاهيناز ضحكت على فينا وظهرت بوش غير وشها الحقيقي فيبقى أنت الحد دا أنت الوحيدة اللي شفت منها جزء كلنا حلمنا بي يطلع منها وللأسف محصلش منكرش إن اللي عملته ليك شئ كويس بس دا مايخلنيش اغفر لها اللي عملته فيا زمان ودلوقت ويكفي إنها قټلت اخويا ابن أمي وابويا زي ما احنا بشړ وبنغلط والعفو عند المقدرة بس أنا بشړ ومقدرتي بتقل لي مش قادر اغفر وحق اخويا عند الله جلاب الحقوق ومش مسامحها في ليوم الدين وهايجي يوم القيامة واقول يارب مش مسامح .
طلعي نفسك برا المواضيع دي أنت متعرفيش واحد على مليون من اللي أنا اعرفه عن الست دي أنا ساكت بس عشان ابني وفي الآخر دي أمه طلعت نزلت راحت جت هي أمه حتى لو كانت يهود ية هي أمه .
أنا آسفة أنا بجد مش عارفة اقل لك إيه
متقوليش غير إن أنت هتفضلي معايا وأنا هفضل عمك زي ما بتقولي لي
أنا آسفة بجد وجودي هنا مسبب لي احراج ومخليني احس إني مش على راحتي لكن اوعدك ازورك من فترة للتانية
وأنا تحت أمرك في أي وقت اعتبري نفسك زي وتين بنتي وأوعي تتكسفي من حاجة
هي هترجع من السفر النهاردا إيه رأيك تفضلي وتتعرفوا على بعض
معلش خليها مرة تانية أنا يادوب الحق القطر واوعدك هتزهق مني ومن زيارتي
أنت اعمليها وملكيش دعوة بيا
وقفت عن مقعدها وعلى ثغرها إبتسامة بشوشة مدت يدها وصافحته قبل ذهابها دس يده في جيب حلته واخرج لها بعض النقود وضعهم ڼصب عيناها بعد أن قادها لباب الفيلا الداخلي أعادتهم لصدره وقالت بذات الإبتسامة التي لم تفارق وجهها البشوش
معايا والله
مازحها بحديثه الهامس قائلا
معاك كتير يعني ينفع تسلفيني
خلي بالك من نفسك واوعي تزعلي مني لو اتعصب عليك
بالعكس أنت فتحت عنيا على حاجات كتير اوي واولها بلاش الحكم على شخص مجربتش تسمع له
أنت جميلة اوي يا فاطيما بلاش يابنتي تبقي بريئة كدا مع الناس صدقيني هتتخدعي وهتندمي
أنا فعلا اتخدعت وندمت ربنا يبعد عنك الناس الۏحشة أنا هدعي لك كل يوم في الفجر وهدعي لك في كل صلاة وأنت كمان ادعي لي
استقلت سيارة الأجرة التي طلبتها بعد أن اعتذرت للمرة المئة بعد الالف غادرت المكان بدون عودة ولكن يكفي أن الأمور الآن اصبحت واضحة وضوح الشمس .
كانت تستمع لشكوى ابنتها المجذوبة وهي تجوب الغرفة ذهابا إيابا توقفت مليكة عن الحركة المفرطة وقالت بصړاخ
يامامااا سيبي القميص دا وردي عليا مراد قال إيه لمالك بالظبط
تركت ولاء الإبرة في الخيط ثم نظرت لتلك الواقفة أمامها والنيران تكادت تخرج من أذنيها وقالت
هي حكاية ما قلنا عاوزة يتقدملك
وأنا قلت لأ مرتين قبل كدا إيه اللي جد !
اللي جد إنك فقرية والواد والله بيحبك بلاش تخلي يضيع من ايدك
أزاحت ولاء ابنتها جنبا وقالت بنبرة ساخرة
ولما هي فقرية أنت إيه يا آخرة صبري اللي زيك ميتكلمش وخالص وأنت اقعدي هنا خلينا نتكلم بالعقل
اديني قعدت اهو اتفضلي قولي
الواد شاري وجه واتقدم مرتين وأنت قلت لأ
ايوة بقى جاي في التالتة !!
يا بت افهمي هو بيحبك وعاوزك وقال أي حاجة تقولوها موافق عليها
ردت مليكة بصوت مخټنق وقالت
لأ يا ماما لأ دخول البيت دا تاني لأ أنت متعرفيش أنا عشت فيه ازاي وسكت وقلت ارضى بنصيبي اقوم لما ربنا يكتب لي النجاة منه ارجعه تاني برجلي !!
تنهدت والدتها بنفاذ صبر ثم نظرت إليها وقالت بهدوء
يا ميمي يا حبيبتي أنا لو عشت النهاردا مش هعيش بكرا واخواتك كل واحد بقى له خياته وأختك بكرا ربنا يكرمها وتتجوز هتعيشي لوحدك !!
لا هعيش لابني ومعاه
طب ولما يكبر أنت دلوقتي قادرة تسيطري عليه إنما بكرا عاوز شدة
هبقى شديدة معاه بردو ماهو حضرتك اهو متجوزتيش ليه بعد بابا
اعتدلت فيروز في جلستها وقالت بعقلانية
متضحكيش على نفسك يا ميمي ولا اوعي تفكري نفسك زي ماما أنت عاطفية اوي ومن غير ابنك لو قعد لوحده بتزعلي وفي نفس الوقت مش عارفة تكوني له الأب والأم من دلوقت
تابعت بجدية قائلة
تنكري إن ابنك قال لك نفسه يبقى عنده أب زي ملك وزي صحابه اللي في المدرسة
ايوة بس
مافيش بس يا ميمي مراد غير فريد وبعدين هنروح بعيد ليه احنا نعمل خطوبة لمدة ست شهور وبعد تقرري تكملي معاه
سألتها والدتها بهدوء قائلة
هو مراد وحش إنسان مايتعاشرش يعني
أجابتها بنبرة صادقة
الشهادة لله يا ماما لأ هو كويس جدا غير فريد تمام بس أنا مش عاوزة ارجع شقتي تاني ولا اسكن تاني في البيت دا أنا تعبت اوي هناك
خلاص بسيطة خلي ياخد لك شقة برا ويكون دا شرطك الوحيد
طب افرض رفض
يبقى احنا كمان نرفض
وإن
قاطعتها والدتها بنبرة لاتقبل النقاش بعد أن علمت رغبة ابنتها في الموافقة ولكن يتخللها بعض التردد
من غير إن احنا نقول شروطنا ونشوف امكانياته وربنا يسهلها بعدها أنا هخلي مالك يكلمه ويجي بكرا
جلست مليكة على حافة الفراش المقابلة تفكر في حديث والدتها وشقيقتها نظرت لأختها لتستمع لنصيحتها وهي تقول بعفويتها
اوعي تتضيعي فرصة زي دي من ايدك ياهبلة الواد بيحبك وبيحب ابنك وكفاية إن ابنك بيحبه ولو كان على حماتك دي مش عاوزة واحدة غلبانة دي عاوزة واحدة قوية زيها تقول كلمة تردي عليها بعشرة من ماحد يمسك عليك غلطة الناس لما بتشوفك ضعيفة وغلبان بتسوق فيها إنما لما تبقي قوية وبتاخدي حقك من أي حد محدش هيقدر يرفع عينه فيك وكدا كدا مراد دايما واخد صفك ودا مجننها زودي أنت عليها واتجوزي
وافرض طلع زي فريد ابقى كدا وقعت نفسي في شړ أعمالي !!
متقلقيش مش هيحصل
وإيه اللي هايخليك متأكدة كدا
مراد شخصيته قوية عن فريد وكمان هو دايما مسافر عكس اخوه لما يبقى هنا مش هتقدر تكلمك ولوسافر تعالي اقعدي معانا واتحججي بأي حاجة أو تخلي شرط من شروطك وبعدين أنت هتغلبي دا أنت محامية شاطرة مش هتعرفي تكسبي قضية حياتك
بدأ تلك الخطة تروق لمليكة ظلت تفكر وتفكر حتى بدأت ترتب شروطها حسب الاولوية أما فيروز كانت تستند بكفها أسفل مؤخرة رأسها اشتاقت له غادر البلاد دون وداع خاص بهما العجيب أنها تريده وبشده عكس الأيام الماضية على مايبدو أن البعد كان عامل أساسي في توليد الاشتياق كما قالت لها